recent
أخبار ساخنة

رواية منقدي العاشق تمثيل جونغكوك و هانا بارت #4

الكاتب
الصفحة الرئيسية

 

رواية حب جونغكوك و هانا ، قصة bts طويلة

منقٌذَي آلُِعٍآشُقٌ


تزامنا مع أول خطوة له على أرض المغفر استقام الجالسون احتراما لرئيسهم الذي بان عليه الانزعاج ..

حَاجِباه مَكسُورانْ  في حين أن شفتاه أخَذتا تُتَمتِمان بِكلامٍ غير مفهوم ..

مع الوقت تبين أن الكلام ما هو إلا شتائم غاضبة .. 

 " أهلا بِعودتك .. سي..دي " 

تكلم أحد أفراد قسم نامجون لافتاً انتباه الغاضب الذي كان مُتجهاً إلى مكتبه ..

نظرات قَاتلة هي كل ما تلقاه صاحب التحية من نامجون ..

ابتلع في رهبة ليَبقى في حالة سُكونٍ تَحررَ منها لحظة تابع نامجون طريقه قاصداً مكتبه ..

أرخى الموظف صدره المَقبُوض محررا بذلك الهواء الذي احَتجزه قبل قليل ..

بحث عن السُّكون لكن لم يَجده فالجَميع جَفل يَشهق فزعا حين تردد إلى مَسامعهم صوت دَوي كبير .. 

و من كان غيره ..

رئيس القسم الذي أوْصد الباب بهمجية هَوجَاء ..

هو حَقاً غاضب .. 

هذا ما ٱستنتجه البَاقون قبل أن يعُودوا إلى أعْمالهم .. 

لم تَخمد نِيرانه بعد ..

فَحتى بعد صفعه للباب ما زال غاضباً ..

يَلوم نفسه ألف مرة كونه ٱستغنى عنها حين كانت في أمس الحاجة إليه ..

" أنا حقا آسف هانا .. أتمنى أن تُسامحيني " 

تزامنا مع ٱنهياره مُرخيا بجسده الذي وقع بين أحضان الكرسي عَبَّر عن مدى أَسفه لها ..

تنهد في حزن يرخي جفنيه ليغمض عينيه تزامنا مع كفيه اللذان تموضعا على وجهه ..

شهقة يتيمة فَرت هَاربة منه حين أخذ يسترجع لحظات ضُعفها ..

كان هو واقفاً على مقربة من الباب بينما هي كانت تَتوسط المكان ..

هي تقدمت منه و خَطفت الورقة من بين يديه بهمجية فقد بان عليها أن صَبرها قد نفذ و سئمت كونها لا تَفقه شَيئاً البتة ..

بقي يَرقب تَحركاتها لحظة كانت تَنقل بَصرها بين سُطور الأوراق التي بين يديها .. 

كانت هادئة في البداية لكنها سرعان ما ٱنقلبت للوَضع المَجنون ، أخذت تضحك بِجنون تُكذب ما تراه عينيها ..

قالت أنها إحدى ألاعيب ذلك الأرْعَنِ ابن جيون و راحت تنظر إلي تطلب مني أن أُوافقها الرأي و ٱزيح عن قلبها ما كانت لوهلة سَتُصدقه في لحظة ضُعفٍ .. 

ما كان بِوسعي أن أقول ..

وَددتُ لو أقول .. نعم هانا كله كذب في كذب و ما هي إلا لعبة حَاكها ذاك اللعين ..

كم تمنيت لو قلت هذا لكن للأسف التَزمت الصمت لأُطرق رأسي أرضا ..

ليست كذبة هانا إنما هي الحقيقة و خير دَليلٍ تَوقيعك أسفل  الأوراق .. 

لقد صَدقت بالفعل أن ما يحدث لهو صحيح مئة بالمئة و خير دليل موجة الغضب التي اجْتاحتها بعد أن صَمتْتُ أنا..

كانت تصرخ بِكلمة ' مستحيل ' التي أرفَقتها بِهزات لِرأسها يمينا ويسارا تَنفي الأمر الواقع .. 

كانت في أَوجِ غَضبها و كانت تنوي تَمزيق تلك الأوراق لكنها لم تُفلح في ذلك كون جونكوك تدخل في آخر لحظة مَانعاً إياها من ذلك .. 

رَأيتُه يَحني برأسه إليها .. لقد همس بشئ ما في أذُنها و أُؤَكد لكم أن ما سمعته لم يَرقها البتة كونها سارعت في دَفعه بَعيداّ عنها تُحذره من الاقتراب منها .. 

تراجع جونكوك مُستسلماً طَالباً منها الجلوس و الحديث براحة و هدوء .. 

قَذفته هانا بسُمِ نظراتها لتسارع في حمل حقيبة ظهرها مـقبلةً نحوي تأخذ بيدي و تجرني إلى الخارج فهي قد قَرفت البقاء هنا ..

" توقفي مكانك " 

قلت بعد أن قمت بفك تشابك أيْدينا .. 

الْتفتت إلي تُناظرني بِوجه عجِبَ لتصرفي هذا  ..

أعلم هي تقول ما الذي أفْعله الآن ؟؟ ..

أتيت من أجْلها و كيف أتَوقف بعد أن أوْشكت على الإفلاح ؟؟ ..

أسْتسمحكي عُذراً هانا لكن ما باليد حيلة .. 

هذا ما حاولت قوله لها من خلال تَواصلنا البصري الذي كنت من فصله مـتقدماً نحو جونكوك الذي كان في الخلف مَضموم الذِراعين إلى الصدر .. 

نَظرت إليه ثواني من ثم نَظرت إلى رئيسي لأعود بأنظاري أخيرا إلى هانا التي اعتنقت الصمت فجأة .. 

زفرت ما ٱحتل صدري من هواء من ثم أخذت بيد هانا وُصولاً إلى جونكوك حيث قمت بِتسليمها له ..

اللعنة أنا أكيد جننت ..

كيف فعلت هذا بها ؟؟ ..

تبا لي .. 

" أنا آسف سيد جيون .. آسف بِشأن التدخل في شؤون عائِلتك " 

انحنيت له و كم كان هذا صَعباً علي وقتها لكن مع الأسَف أنا مُجبرٌ على هذا .. 

" إذن بما أن سوء الفهم قد ٱنحل فَنحن نَستأذنك بِالرحيل سيد جيون "

كان هذا رئيسي الذي تكلم مُقاطعا تَواصلي البصري مع جونكوك الذي كان يَشمتُ بي عن طريق ابتِسامته الجانبية و المستفزة تلك ..

" حضرة النقيب كيم نامجون هلا ذَهبنا " 

" أكيد سيدي " 

جَوابي كان المُوافقة بحيث قمتُ بِتتبعِ مَسار رئيسي مُـتجاهلاً التي ما زالت  تنظر إلي .. 

مع وصولي لعتبة الباب لم أقدر على التَّحمل أكثر لذا ٱستدرت إليها و ما لي إلا أن أرَاها ما زالت تنظر إلي ..

كانت  تستنجد بي ..

رأيت في عينيها وَميض الرَّجاء ..

هي في انتظاري كي أعتقها منه .. لكن ..

لكن ..

ما أنا بِفاعله و الأمور كلها تجري عكس ما خَططتُ له ..

بودي لو أَخطفك منه هُروبا إلى بَرِّ الامان لكن ما باليد حيلة ..

أنا عاجز و لا أقوى على الحراك..

سامحيني هانا فيداي مغلولتان ..

شَعرتُ بالحرج و لم أقوى على البقاء أكثر ..

كان آخر شيء أرَاه هانا و هي تُطرِقُ رأسها في حزن ..

لقد خَيبتُ ظَنها هذا واضح  .. 

جونكوك هو كان الطرف الوحيد الذي راقَه الأمر ..

تعاليم وجهه كانت كفيلة بالتَّعبير عن كَمِّ السعادة الذي دَاهَم قلبه ..

رأيته يَأخذها بالأَحضان لحظة  فَصَلَتْ هي التواصل البصري بيننا .. 

لم تبدي هانا أي رد فعل مُعادٍ أو حتى عَنيف كَسابقاته إنما اسْتسلمت له حتى أنه أصبح يتحكم بها ..

أمْسَك بيدها و أخذها معه و هي حتى لم تُعارض ذلك .. 

نظرة مكسورة تعبر عن الكثير هي آخر ما جَمعنا معا لينتهي اللقاء بِخروجي من منزل جونكوك خالي الوِفاض بلا أي نتِيجةٍ تُذكَر .. 

 جسد ميت بلا إحساس وقع ضحية لصدمة العمر ..

هانا بين ليلة و ضُحاها وجدت نفسها إمرأة لرجل لم تعرفه إلا تحت اسم المنقذ .. 

تقف وسط الغرفة و هي لا تُدرك بعد أنها هنا حتى ..

تراجع مغلقاً الباب بِقدمه و عيناه ما زالت عليها ..

عادت هي لِوعيها لحظة التِحام الباب ليُـــــغلق .. 

أعضاؤها المخدرة عادت للعمل من جديد و أول عضو باشر العمل كان عيونها التي اتسعت صدمة ..

لم تكن مدخوشة لأنها في غرفته بل ما جعل بؤبؤتيها تتسع حالة الغرفة ..

 متى حدث كل هذا ؟؟ و كيف استطاع فعل كل هذا ؟؟ ..

هذا ما جال في رأسها حين رأت الغرفة بأكلمها مزينة بطريقة رومنسية ..

رورد حمراء تحالفت معا لتنشر عبيرها بعد أن تجمعت على شكل قلب ..

ستائر حريرية مخملية تزين بها ذلك السرير الملكي الذي قابلها .. 

عطور برائحة البنفسج ٱزدانت بها زوايا الغرفة .. 

لقد كان كل شئ في قمة الروعة و ساحراً للعين ..

 ابتسم هو حين تقدمت هانا خطوتين تجول المكان ببندقتيها .. 

أَهُو حلمٌ أم حقيقة هذا الذي أعِيشُه أنا ؟؟..

سؤال جال بِخاطره لحظة كان شارِداً في تَفاصيلها  يتَأمَل الصغيرة و الكبيرة منها ..

كانت هي ضائعة بين الخيال و الواقع وقتها و لم تُدرِكْ حَاضِرها إلا لما ٱحست بأنْفاسٍ حارة تلفح عنقها العارِي..

و من غيره هو قد يُقْدِمُ على فعلٍ كَهذا .. 

بتَملكٍ أخذ يَستنشق عَبيرها الذي في كل مرة أقسم على أنه يَجعلهُ خَاضعاً تحت رحمة هذه الصغيرة هنا ..

 تحركاتها العشوائية تلك و التي كانت محاولة للتَّحرر من بَراثنه كُلِلَتْ بِالفَشل التَّامْ أمام رَغبتِه الكبيرة بها ..

عُذراً منكِ أيتها الصغيرة قد طالت مدة انتُظاره سابقاً و الآن بعد أن صرتي ملكه لن يُفَكـــِرَ يوما  الابتعاد عنكِ ..


فَك حِصارها بين أحضانه  بعد أن أشْبع نفسه بَعبيرها ذاك آخِذاً وَجنتيها بين كفي يديه مُطيلاً النظر في بُندقتيها القَاتلتان .. 

عبَست هي بانْزعاج و كم رَاقه هذا  بالرغم أنه لا يُحبِذُها أن تَنزعج منه إلا أنه يَسعَدُ بهذا الجانب منها لأنه و في نَظرِه غَضبها هذا ما يَزيدها إلا جَمالاً و إثارة ..

أمال برأسه للجانب قليلاً ليُعطيها ابتسامة ساحرة من ثم أدلى بما تردد في قوله 

" ٱذن .. ما رَأيكِ بِالمكان ؟؟ حقيقة تَعبتُ في تَجهيزه لذا أنا حقا أتمنى بأن يـُـعجبكِ " 

رسمت هانا  ملامح الجِدية على مُحياها تقول 

" تريد رأيي بِالغرفة " 

أومأ ٱيجابا لتُبعِده عنها تدفع به حتى تراجع خطوتين في حين وضعت يديها على خَصرها تنظر للزِينة التي مَلأت المكان لتقول 

" حسنا .. بما أن رأيي يَهمك لهذه الدرجة لن ٱبخل به عليك ..

تقدمت هانا من الطاولة بجانب السرير تنتشل آنية زهور تبدو غالية بعدها عادت ٱدراجها لتُقابل جونكوك تنظر إليه بِتَحَدٍ من ثم قامت بكَسر ما في يدها   و هي تضيف لكلامها سابقا 

" هذا رأيي بها .. أتمنى أن يُعجبك " 

اكمَلت ما في جُعبتها من كلام و هنا قد يتبين لكم و لي أن الأمر انتهى لكن لا ..

هي لم تتوقف عند هذا الحد إنما أكْملت ما تبقى..

كسرت كل شئ تعب عليه جونكوك لتَجعله مجرد قُمامة ليس إلا ..    

 أي رجل آخر غيره كان قد عَايَشَ مَوقفاً كَهذا مستحيل أن يتحمل و لو القليل من كلماتها  فما بالُكمٌ لو قلبت الغرفة رأساً على عَقِبْ .. 

صَبرَكَ يا جيون جونكوك .. 

كيف لك أن تتَحملَ كل هذا و لا تحرك ساكنا ..

 أنت حقا رجل رائع بكل معنى الكلمة .. 


سَقط جسدها على مقربة من السرير مُعلناً بذلك عن قُواها التي خَارت نتيجة المجهود الذي قامت به في ثورة غضب كانت قد اجتاحتها قبل قليل ..

" هل تَشعرين بالراحة الآن ؟؟ " 

كان هذا سؤالا من جونكوك الذي دنى منها يمسح بِكف يده على شعرها في حُنو ..

ما باله هذا الرجل ؟؟ 

يا له من غريبٍ عَجيبْ ،  حتى بعد أن أحْدَثَتْ حضرتها فوضى عارمة بِغُرفته إلا أنه ما زال يهتم  لأمرها .. 

لم يتلقى أي رد منها على سؤاله و هذا لم يُزعجه البتة إنما تجاوز الأمر كأنه لم يكن و راح يمد لها بِيسراه قارورة من الماء البارد كي تُبلل رِيقها الجَاف .. 

 استرقت النظر خلسةً إليه ظنا منها أنه لم يرها لكنه بالفعل قد لمحها و أخذ يبتسم خفية ..

هي لم تره كونها كانت في صؤاع بينها و بين نفسها ..

هي عطشة حد اللعنة فكثرة الصراخ ٱنهكت حلقها المسكين و جعلته في حالة تصَحُر ..

تريد أن تشرب بشدة لكن كِبريائها الغبي ذاك يفرض نفسه قائلا أنه ليس عليها أن تقبل منه شَيئاً ..

و بِرأيكم مم انتصر في النهاية رَغبتها في الشُرب أم كِبريَائها ؟؟ 

أكيد و بلا شك خسر الكبرياء أمام الرغبة فحضرة السيدة جيون لم تلبَث ثواني حتى انْتشلت القارورة من بين يدي جونكوك الذي راح يبتسم باتساع حين قامت بِشكره ..

نعم هانا قامت بِشُكره و هو نفسه غير مُصدقٍ  للذي سَمعه لكنها الحقيقة .. 

بالنسبة له لهي علامة جيدة حتى لو أنها ٱنكرت ذلك بِقولها أنها لا تَتقبله فَهذا لا يَهمه البتة لأنه على يقين أنها  حتى لو كانت تُبدي رَفضها له الان فإن هذا لن يَدوم طَويلاً لأنه و بِشتى الطرق سَيسعى لِجعلها تُبادله مشاعر الحب نفسها أو حتى أكثر ..  

" ٱحبك صَغيرتي " 

تَعمد جونكوك قول كلماته بصوت مَسموع لأنه أَرادها أن تعلم بذلك و قد فعلت ..

علق الماء بِحلقها لِتسعل بِتقطع في حين تُخفي وجهها الذي تصبغ بالأحْمر خَجلاّ ..

لقد فَاجأها بحق و ردة فعلها ستكون متشابهة لو عَايشت أي فتاة أخرى نفس الحالة .. 

لا تَغرنكم  شَجاعتها الزَّائفة هذه فهي في النهاية فتاة كغيرها من الفتيات تخجل في مواقف مشابهة كهذه ..

الموقف محرج كونه انْعكس عليها سَلبا .. هي لا تريد أن تبدو ضعيفة فهَذا ليس في صَالحها و أكيد سَيظهر اه أنها ضعيفة ..

نَفت هذا داخل فِكرها لتَرسم ملامح البرود تقول بعد أن أعَادت له القارورة 

" توقف عن قول هذا ..أنا  لستُ صغيرتك " 

 " لا بأس سيتغير كل شئ مستقبلاً .. أنا واثق من هذا " 

أجَابها مبتسما واضعا يده ضد وجْنتها التي بدت له كحبة الخوخ تماماً ..

تشه ساخرة هي كل ما خرج من ثغرها بعد أن دفعت بيده جانبا لتستقيم قصد الابْتعاد عنه كونها أيْقنت أن البقاء معه هنا سَيعود عليها بالسِّلب و يمكن أن تكون هي الخَاسرة وقتها ..

هي حتى لم تَستقم كليا حتى وجدت نفسها مرة أخرى بِقربه لكن هذه المرة هو جَذبها لتقع بين رجليه اللتان قام هو بمُخالفتها وراء ظهرها مثبتا إياها بإحكَام .. 

هو ينوي الاقدام على فعل ما هي واثقة من هذا ..

لكن تبا لِحظها فهي حقا و الآن في مقام الخَاضع لسَيده و كيف لا تَخضع و أطْرافها كلها تحت رحمة هذا المجنون الذي يقترب منها شيئا فشيئا مُركزاً بنَظره على شفتيها .. 

هو حتما لا  ينوي فعلها ..

لالا .. مستحيل هذا ..

قُبلتي الأولى ..

فكرت هانا بهذا لتُسارع في زَّمِ شفتيها بقوة تُندد بالنَّفي له على عدم الإِقــــدامِ على فعله هذا .. 

هذه المرة ليست ككل مرة كانت فيها هانا تَفهمه خَطأً .. هذه المرة كان تفكيرها في محله مئة بالمئة فهو حقا ينوي فعلها ..

و هل تدرون ماذا ؟؟ 

لقد قام  بفعلها ..

نعم قُبلتها الأولى كانت من نَصيبه هو من غيره جيون جونكوك ..

ظنت هي أن رَفضها للذي سيحدث سيكون نافعاً حتى بعد أن ٱستغلت نظراتها البريئة قصد جعله يَتراجع لكن فَتاتنا هذه لم تكن تعلم أنه بِحركتها تلك ما زَادته إلا رغبة إلا أن ٱحست بِشفتيه ضد شفتيها التي سرعان ما فَكت وِثاقها ..

لم تُبادله و هذا أيضا لم يَهمه البتة و أصلا كيف تُبادله و هي وقعت أسيرة لِصدمة مُضاعفة ..

هو يُقبلها الآن و هي كالبلهاء في عالم آخر .. 

 تراجع مُبتعدا عنها بعد أن أخذ غَايته و رَوى ظَمأه هي تَداركت الوضع لِتقوم بِدفعه في حين تراجعت تضع كف يدها على ثغرها فَاغرة الفَاه غير مُصدقة أنها خَسرت قُبلتها الأولى 

و مع من ؟؟ 

معه هو .. 

يا لك من غبية هانا .. 

ضربت رأسها بِكف يدها تُعاتب نفسها من ثم عادت تركز على ذلك الصامت و الشَّارد في مكان ما ..

" كما توقعت .. لقد كانت ألذَّ من العسل .. تبا لي ما كان علي فصلها .. أنا لم أَكتفي منها بعد " 

راح يُتمتم في همس في حين يُمرر أنَامله على شفتيه ببطئ مُتناسيا الطرف الثاني الذي يغلي  غضبا و الذي يكاد يَخترقه بِنظراته القاتلة تلك ..

 تلك الوِسادة التي أَتته على حين غرة قد جَعلته أخيرا أن هناك شَخصا آخر هنا و هو في قمة غَيظه ..

جونكوك كان شبه واعٍ كونه ما زال تحت تأثير تلك القُبلة المُخدرة ..

و ما كان عليه إلا أن يَستقيم في صَمت يتجه صوب الباب ينوي الخروج مُتجاهلا تلك التي كانت فوق السرير فَاغرة الفَاه كونه ذهب و تَركها بلا قول أي شيء يذكر ..

تَتبعته في عجل تنوي ايقَافه لكنه بالفعل قد خرج مُغلقاً خلفه الباب تاركاً الأخرى تَشتم بِغيظ ذلك الأحْمق الذي تَركها خلفه و لا الأكثر من ذلك حَبسها في الغرفة ..

عاد بعد منتصف الليل  حين تَيقن من أن النوم سرقها إليه .. تسلل خفية مُتمدداً على السرير آخِذا بجسدها الصغير إلى أحضانه التي كانت تتُوق شوقا أن تُخفيها بعيدا عن العالم تَحتفظ بها لِنفسها فقط .. 


ثلاثة أيام قد مرت بالفعل منذ أن قدمت هانا إلى منزل جونكوك ..

في هذه الأيام التي مرت لم يَبخل جونكوك يوما أن يظهر حبه لهانا التي قابلته دوما بالنًُفور ..

صحيح أنه يَتألم بشدة لبُعدها عنه لكن عقد العزم أن لا يسْتسلم أبدا و أنه سَيجعلها تُبادله الحب ..

من جهة أخرى لن تنكر هانا أن هنالك إحساساً خالج أيسرها بالرغم أنه كان غريبا إلا أنه كان جميلا في نفس الوقت ..

تَعامله اللَّطيف ذاك قد يكون أجْدى ثِماره أخيرا معها و قد يكون هو الحل لمُشكلة نُفورها منه ..

لوهلة كانت سَتخضع لتلك الرغبة التي كانت تردد بأن تعطيه فرصة لعَله هو رجلها المَنشود لكن ..

لكن كل شئ تحطم قبل أن يُبنى حتى ..

جونكوك ما كان عليك التَّسرع بتَاتاً ..


31/12/2018

                      🥀 لَيلةُ رأسِ السَّنةِ 🥀

كانت جالسة في الغرفة ككل يوم لكن هذه المرة  لم تكن تتأمل الثرية وشط الغرفة إنما كان تطمح لأمرٍ آخر ..

كانت تمشي ذهاباً و إياباً تفكر بعمق ..

هذه الفتاة أكيد تنوي أن تقوم بشئ ما ..

لحظات حتى توقفت تُفرقع أصَابعها بسعادة .. يبدو أنها وجدت غَايتها ..

في نفس الوقت و تحديدا قبل 5 دقائق من  أن تَدق الساعة الصفر كان جونكوك قد وصل  لتوه حاملا في يديه علبة مزينة بطريقة مُتقنة  ..

لقد كانت جميلة بشكل لطيف ..

لم يستطع إلا الابتسام مع كل نظرة خطفها لتلك العلبة ..

لقد كان متحمسا بشدة من أجل أن يقدمها لهانا ..

" صَغيرتي لقد عدت و إحْزري ماذا جَلبت لَكِ "  

قام بفتح الباب على حين غرة تزامنا مع جملته سابقا جاعلا بذلك هانا تَفزع لتَفقد تَوازنها وقتها ..

نَظره كان على العلبة وقتها و لم يَلحظ أنها و في أي لحظة من الآن قد تَختنق بفعل الحبل الذي اِلتَف على عنقها ..

مع انعِدام أي جواب رفع جونكوك نَظره عاليا باحثاً عنها لكنه فُوجئ بها و هي تحاول تحرير نفسها ..

رمى كل ما كان بيده ليَهب إلى نَجدتها .. فَك الحبل بسرعة و أخذ بجسدها محكما عليه بين أحضانه من ثم تراجع للخلف قليلاً يسطحها على السرير يتفقد كل جزء منها بكل دقة ..

البَلهاء ظنت أن محاولة التَّهديد بالإنتحار قد تُجدي نفعاً و تَهِبُها الخَلاص منه ..

بِالمختصر قد رَأت أن هذه الفكرة قد تُحررها منه كما حدث في مسلسل كانت تُتباعه وقت الفراغ لكن تبا للحظ فَبدل أن يكون مجرد خدعة كادت أن تفقد روحها في أقل من ثانية ..

انشغلت هي بتَأنيب نفسها على غبَائها ..

ما كان عليها أن تجرب فتحة الحبل أبَداً إضافة إلى ذلك كان عليها أن تتَأكد من عدم تواجد جونكوك في الوقت التي كانت فيه تقوم بالتَجربة ..

و على ذكر جونكوك فهو حقا قد بان عليه الخوف و القلق لوهلة كان سَيفقد حبيبة قلبه ..

" حَمداً لله أنَكِ بخير " 

تكلم زافرا في راحة بعد أن لامَس وَجنتها بِحنو لكن سرعان ما نَفرت منه تدفع بيده بعيدا و تُعيد جُملتها المتكررة دوما 

" إياك و لمسي أو حتى الاقتراب مني "

للصَّبر حدود و اليوم حدود جونكوك قد كسرت و ضَاق ذرعا منها ..

لن نظلمه فهو حاول كبح جماحه كثيرا لكنه بالنهاية ما هو إلا بشر لا ملاك ..

نعم اليوم و بعد صبر طويل عليها أخيرا فاض كأسه ..لم يعد يتحمل كرهها له و حتى نفرها منه ..

اقترب منها في غفلة منها ليمسك بها بقوة صارخا 

" واللعنة هآنآ لما تستمرين في إبعادي في كل مرة هآااا .. لما لما كل هذا الكره منك .. هل آذيتكي بشئ ؟؟  أظن أني لم أؤذيك ولم أفعل شيئا أو تصرفا يضايقك حتى أني لم ألمسكي غصبا عنكي ..  إذن لما تستمرين في الابتعاد عني هاااااااا " 

أخيرا جونكوك بعد أن تحمل الكثير اليوم قد عبر عن كل شئ خَالجه حتى أنه لم يتدارك أن جُزءا من كلماته هذه قد تكون سبباً في نَجاة أحدهم أو حتى سبباً في هَلاكه .. 

رفعت يدها في عجل لتقوم بصفعه جاعلة إياه في حالة صدمة .. لم يفهم سبب فعلتها هذه ..

هل هو أمر قاله يا ترى ؟؟ 

سرعان ما أتَته الإجابة حين أعَاد وجهه مقابلا لخَاصَتها حين قالت  

 " كنت أعرف هذا منذ البداية .. " 

تعرف من البداية ؟؟ تسَائل هو فحديثها مُبهم للغاية لكنه سرعان ما توَضح حين ٱكملت بحدة 

" عاهر منحرف ..  أكيد كل ماتريده جسدي .. الآن فهمت لما كنت تتصرف بلطافة .. تشه لقد كانت مجرد تمثيلية لاستدراجي أليس كذلك " 

هل هي بكامل وعيها ؟؟

هي تقول عنه أنه كان يستغلها طمعا في جسدها ..

أكيد جنت ..

أصلا لو كان كذلك لما تزوجها قانونا كان باسْتطاعته اللُّجوء للطَّريق غير السوي و فعل كل ما يريده معها و بالإِجبارْ ..لكنه لم يفعل ذلك لأنه بالفعل أحبَها و بشدة ..

جونكوك لم يعد يتحمل كل هذا ..

إنه لَكثير على قلبه ..

أهَانت حبه ..

نعَتتهُ بأبشع الألفاظ ..

جرحت كيانه..

لتَكسر قلبه في الأخير ..

 بدأ الشرار يتطاير من عينيه ليلتفت لها  و يرمقنها بنظرات لا تبشر بالخير ..

لحظتها أقسمت لكم على أنها كانت ستفقد الوعي للَحظة  و لكنها بطريقة ما تَمالكت نفسها و حَافظت على شَجاعتها المزيفة تلك ..

 بَادلته نَظراتِه بأُخرى مَلأها التحدي ما زادت الآخر إلا غضبا ..

تقدم منها دافِعا بجسدها للخلف حيث عادت لوضعية الاسْلقاء ليقول أخيرا بعد مدة من التحديق الحارق و بنبرة تشبه فحيخ الأفعى يرص على أسنانه

 " هآنآ كل مآ سيحدث تآليآ ستكونين أنت سببه .. حذرتك مرات عدة أن لا تجعليني ٱظهر جانبي السئ لكنكي لا تستمعين لي أبدا إذن تحملي العواقب ..

لقد ٱعذر من ٱنذر ~~ " 

" ٱرجوك لا ..

أتوسـل إليـكَ لا تفعل ..

جونكوك لا تـتهور ..

أعترف بخطئي و لن أعيد الكرة لذا ٱغفر لي مرة " 

مقـتطفات تلك الليلة تـأبى أن تـفارق مـخيلته ..

تبا له هل حقا كان عليه أن يتـمادى معها بتـلك الطريقة؟؟..

هو قد أخطأ و قد ٱعترف بذلك لكن يؤسفني أن ٱعلمك أن الأوان قد فات جونكوك ..

ندمك هذا كيف سينفعك بعد أن رحلت ..

رحلت إلى المجهول بلا عودة .. 


Flash back 🌸🥀~~

01 / 01 / 2019 ..~~


على صوت قطـرات المطر أفـاقت هي  دون لفت انتباهه تـكتم شهـقاتها بغيض ..

مـشت في هدوء بعد أن لملمت حـاجياتها لتـلقي بـآخر نظـراتها إلى ذلك الذي كان غـارقا في بحر من الأحـلام ..

اشمـئزت منه كثيرا و كيف لا تفعل هذا و هو قد انتهـك حـرمة جسدها ..

صحيح أن هذا من حقه لكن بالنسبة لها هذا الشئ مُخالف لما تريده هي .. 

بيأس سمحت لنـفسها بأن تبكي في صـمت لتقول هـامسةّ بنفس مـهزوز 

أنا ح..حح..قا أكـرهك جيون جونكوك " 

بعد جـملتها المـكسورة هذه هانا اخـتفت من الوجود كأنها لم تكن هناك من الأساس ..

'أين هي ؟؟'

'و إلى أين ذهبت؟!'

لا أحد يعلم .. 

حين اسـتيقظ جونكوك بدوره تعجـب حين لم يـجدها إلى  جانبه ..

هذا غريب !! 

بحث عنها في القصر بأكـمله لكن لا جدوى فكما سبق و قلت تلاشت كأنها لم تكن هنا ..

ارتـدى مـلابسه في عجل لـيوسع نطاق البحث بـأكمله الذي شـمل كل مكان اعتـادت هي أن تقـصده ..

البداية كانت منزل  صـديقتها مروراً بالحـديقة وصولا إلى المقهى لكن لا أثر لها ..

اهتـز  كيانه و تـملكه رعب شديد ..

' أين يمكن أن تكون؟؟' 

لف في مكانه مـنشغلا بالبحث عن جواب لسـؤاله إلا أن أدرك أمرا ما ..

' مهلا لحظة ' 

" كيف لي أن أغـفل عن هذا الأمر ، أكيد ستكون هناك " 

ركـض إلى الشارع العام لـيقف و كـأن الروح سُلبت من محياه معترضا طريق إحدى سيارات الأجـرة التي أتت أمامه ..

لحسن الحظ سرعة بـديهة السائق كان لها دور كبير في تدارك  الموقف و الخروج منه بلا أيـة أضـرار تذكر .. 

مع توقف السيارة أسرع جونكوك في الصعود لها ليقابله السائق  صارخاً 

" و اللعنة عليك هل أنت مجنون مثلا؟؟ كِـدت تودي بحـياتنا معا " 

" أنا أعتذر منك سيدي ، لكن الأمر طارئ لذا من فضلك فلتـتفهم مـوقـفي هــذا  " 

بذعـر و قلق واضـحين اخـتصر جونكوك النقاش باعـتذاره ذاك ليحـرك بذلك مشاعر السائق الذي نفَّـس عن غضبه عن طريق تحرير ما احـتل صدره من هواء ليقول بعد أن اعـتدل في جلـسته 

" حسنا إلى أين تريد الذهاب؟؟ " 

ابتسم جونكوك بامتـنان ليقول في عجل 

" أرجوك خـذني إلى شارع @@ " 

                         _ رنين جرس الـبـاب _ 

كان من المـفترض أن يفتح يونجون الباب و لكن اعتـرضته عمـته قائلة

" لا عليك سـأفتح أنا " 

وافقهـا يونجون فيما قالته  ليـفترق عنها و يكمل مـسيره نحو المطبخ في حين أن عـمته قد وصلت للباب و ها هي ذي بصدد فتحه ..


دلف يونجون المطبخ بحثا عن ما يـهدأ بــه الصداع الذي راوده فجأة ..

فتح الثلاجة و بحث عن مخفف للصداع أو أي مسكن للألم و قد وجده بالفعل و ما عليه إلا أخذه لعل ذلك يخفف عنه القليل ..

حمل بيده كوب الماء الذي فَرغ من تـعبأته  للـتو و ها هي ذي شـفاهه تلامس فـوهة الكوب  لكن مهلا ..

'ما هذا الصوت؟؟' 

وضع يونجون كل ما كان بين يديه حين سمع صوت صراخ عـمته العالي ..

لقد خاف عليها كثيرا لهذا هـب إليها يـركض مسرعا ليتفاجئ به عند قـدميها راجـياً

" أنت؟! .. ما الذي أتى بلعـنتك إلى هنا؟؟ " 

لقد كان جونكوك الشخص الذي فتحت له العـمة الباب ..

" من أين لك بكل هذه الجـرأة لـتأتي و تدق بـابي أيها الصـعلوك ؟؟ " 

صرخت به عاليا و بحـدة و كيف لا تفعل و هو الشخص الذي سرق منها صـغيرتها هانا ..

لقد حملت في قلبها الكثير و آن الـأوان لتـحرره و هي بالفعل قد وجدت الشخص الذي سيـتحمل كل هذا ..

نـظاراتها الحـارقة الحـاقدة قابلت نظراته الذابلة الراجـية ..

أتـاها على أمل أن يجد ضالته عندها لكنه لم يتلـقى  سـوى السـب  والشـتم و الإهـانة ..

يشعر بالغضب و لكن أنى له الحق في ذلك ..

هو أخطأ لذا عليه أن يتحمل نتائج أفـعاله ..

ٱكتفى بالقـبض على يده في الخفاء ليـستقيم أخيرا بعد أن وقع جـسده إثـر صفـعة أتـته من العـمة لحظة ظهر أمامها ..

وقف مُـطأطِئ الرأس ليـتكلم بانكسار بعد صـمته الطويل يقول 

" أنا حقا آسف " 

جـملته هذه ما زادت الوضع إلا سـوءاً ..

العـمة بالكاد تتـحمل خلقته فما بالك إذا تكلم ..

صـبرها نفذ و لم تستطع الصمود لهذا هجمت عليه تفتك بياقة قمـيصه ..

يونجون يسـحبها إليه و هي تتـمسك بجونكوك و لا تـرضى ٱفلاته ..

رصت على أسنانها مكشرة تجيبه بنبرة حادة مُحشرجة 

" آسف !! .. هل قلت أنك آسف ؟! هل تمـازحني أم ماذا؟؟ أتظـنني ألعب معك ؟! .. " 

يونجون حقا متفاجئ ..

هل هذه هي نفسها عمـته اللطـيفة؟! ..

عاد يونجون ليـسحبها إليه بعد أن أحس بها تـندفع صوب جونكوك أكثر ليقول بـصعوبة  

" أرجوكِ إيـمو فلتـهدأي قليلاً .. هو لا يستحق الـع.. " 

ضربـته بمرفقها خـطأً و هنا تـزعزع لـتفلت هي من بين قبضته   لتعود إلى ذلك الواقـف هناك بلا أيـة حركة .. 

" سـيدتي أرجوك.. أن حقا آسف من أعـماق قلبي .. أعلم ..   أعلم  أنني ٱجرمت و أنا نادم على ما فعلت و مـجيئي إلى هنا ما هو إلا سـعيٌ مني إلى إصلاح ما اقـتـرفـتـه بحـقـكـم   " 

سـبقها في الكلام هذه المرة و ما غـايته إلا تـبريد الأجواء الحـامية قليلاً و يمكننا القول أنه قد نجح في ذلك بنسبة ضـئيلة كون العـمة التي كانت قد أقـسمت على قتله تريثت لتتـعقل.. 

شخـرت في سخرية لتبدأ بالتـعليق على كلامه قائلة 

" هل حقا تظن أنه بكـلمة آسف العفنة هذه سأسـامحك و أغـفر لك .. 

هيـهات .. هـيهات ..

و لو طلبت العفو لـمئات المرات لن يحـن قلبي يوما لك "

" ٱرجوكِ فقط فرصة واحدة لا تحـكمي علي فأنا لست بذلك السـوء و هـان.."

" إيـاكَ و ذكر اسم ابنـتي على لسانك أيها الفاسـق "

أخرسـته بجـملتها هاته التي ٱدرك من خلالها أنه لا نهاية لهذا النقاش الحـاد .. 

" يستحسن لك الذهاب من هنا و إن لم تفعل سـتضطرنا إلى ٱتخاذ ٱجراء آخر ضـدك " 

تدخل يونجون ليـختتم النقاش بـجملته هاته التي نوعا ما دلـت على أنه يلمـح بطرد جونكوك ..

هذا الأخير كان عـازما أنـه لن يـبرح مكانه إلا بعد أن يـراها لهذا نفـى قائلا 

" لن أغـادر من هنا إلا بعد أن أتكـلم معها .. أنا أريد رؤية هانا " 

" طلبك هذا مـرفوض لهذا فلتـنقلع من خـلقتي " 

ببرود اعـترضته والـدة هانا التي وقفت في وجهه حـاجزا ..

تراجع للخلف قليلاً مع تقـدمها خطوتين ليقول بعد أن تنهـد

" أرجوك سـيدتي أريد رؤية زوجتي " 

" في أحـلامك  الورديـة " 

أوصـدت الباب في وجهه بعد أن قذفـته بسم نـظراتها الحـاقدة لتدخل أخيرا إلى حيث كان يونجون يرد على اتصال وصـله..

  أما جونكوك فقد عاد من حيث أتى يـجر أذيـال الخـيبة ..

End Flash back 🌸🥀~~

                           / بعد شهر و نصف /

تزامنا مع خـروجه من الحمام أخذ هاتفه في الرنـين بلا توقف إلا أن انتـشله من مضـجعه يرد قائلا بتـململ 

" نعم " 

" أنت لم تغيير رأيك صحيح؟! ما زلت سـتـذهب معي " 

قلب جونكوك عينيه بملل ليتـلاعب بالكلام قائلا 

" هل حقا علي الذهاب؟! صـدقا أنا لا نفس لي للـخروج هيونـغ " 

" ماذا! أتمـازحني ؟؟ بربـك جونكوك إلى متى ستبـقى أسير الوحدة حبيـس الجدران هااا؟؟ " 

تنـهد جونكوك في حزن من جهة كلام الهـيونغ خاصته لهو صحيح و في محـله و لكن من جهة أخرى هو للآن لم يستطع تجـاوز بعدها عنه ..

شهر و 15 يوم بـالتمام و جونكوك متلـحف السـواد ..

عـزل نفسه عن العالم الخارجي ليخـتلي في وحـدته على أمل أنه يوما ستـعود من أجـله ..

مجرد التفكير بها يحـرك مـشاعره ليـكسر بذلك بذرة القوة التي صنعها جبـرا يـواسي حـاله بها ..

" جونكوك هل أنت معي؟؟ " 

سؤال الهـيونغ هذا ٱنتشل جونكوك من عمق الذكريات ليتكلم مجيبا 

" اوه .. أجل ما زلت معك " 

" اه جيد إذن.. هـاي أنا على وصول فقط خمس دقائق و أكون عندك لذا حـري بي أن أجـدك جـاهزا و إلا لن يعـجبك ما سـأفعل " 

خسر جونكوك في الأخير و حتى لو ماطل فمن المستحيلات أن يكون الطرف الرابـح و خصوصا أمام الهيـونغ اللحـوح هذا ..

تنـهد خاسر النقاش ليقول معلـناً خـضوعه 

" حاضر هـيونغ ، أنا في ٱنتظارك " 

" يا لك من فتـى مـطيع .. حسنا سـأغلق مع السلامة"

وضع جونكوك الهاتف جانبا و مضى إلى خـزانته  حيث اسـتخرج منها جينز أزرق ناسـقه مع هـودي  ليلي هالك توسطته صورة حملت منظراً ليلياً تألقت في النجوم ..

لم يبالغ كثيرا فيما احتاجه و اكتفى بحقيبة ظهر شبابية حملت ما أحسه لازماً ما عدا ذلك فهو لم يأخذ ..

تزامنا مع انتـهاءه سمع زمـور سيارة ليـعلم فـورا أن الهيـونغ خاصته قد وصل .. بسرعة حمل هـاتفه و كذا الحـقيبة لينـزل إلى ذلك الذي ما إن لمحـه حتى أتى إليه يأخـذه بالأحـضان ..

" اوه هـوبي هـيونغ توقف عن هذا لست صغيرا " 

تـذمر جونكوك عابـساً حين تـسللت أنامـل جيهوب لتـقرص خـديه ..

قهقه  جيهوب كـرد فعل و لم يكتفي بهذا إنما بعـثر خصـلات الأصـغر متعمداً جعله ينـزعج أكثر و قد أفلـح في ذلك ..

قهقـهات جيهوب حلت الأجواء لفترة قصيرة لم تـدم كون أن جيهوب توقف ليـأخذ بيد جونكوك ذو المزاج المُعكر  ليقول 

" حسنا .. حسنا أنا آسف أيها الأرنب الدلـوع لا تغضـب و تخـربها علينا من البداية " 

ٱكتفى جونكوك بتشـه ليقول بعدها سـائلا الأكبر 

" علـى فكرة .. إلى أين الوجهة هـيونغ " 

توقف جيهوب ليـلتفت له بحماس يجيب 

" سـيوؤل " 

            / سـيوؤل / .. hospital city ..

" فلتـعلمي المـريض التالي أن بإمكـانه الدخول " 

تكلمت الآنسـة على سماعة الهاتف تخـاطب مـساعدتها التي ٱجابت باحترام تقول " حاضر سـيدتي " 

أعادت وضع السـماعة إلى مكانها بعد أن فرغت من الحديث مع الـدكتورة من ثم حملت قائمة اليوم من المرضى لتـتجه إلى الصالة حيث كانوا هم في الانتظار ..

وقفت في الوسط لتقول و عيونها مـثبتة على القائمة

" آنـسة هانا فلتتـفضلي معي إنه دورك " 

" ٱوه حاضر " 

ٱستقامت هانا من مـضجعها تزامنا مع رفع المساعدة لرأسـها لتقول " أنت هانا؟! " 

" نعم هي .. أنا هانا " 

" إذن فلتتـبعيني من هنا " 

سـبقتها المساعدة لتـحتل الطليعة في حين أن هانا كانت خلفها ببضع خطوات ..

استأذنـت الممرضة المساعدة تـطرق الباب من ثم  رفعت يدها تـشير لهانـا قائلة 

" فلتـتفضي " 

شـكرتها هانا بعد أن انـحنت باحترام لتدخل و تغلق الباب خلفها ..

جلست إلى الكرسي و قد بان عليها التعب .. تبسـمت في وجه الدكتـورة حين بـادرتها بذلك لتبدأ هي تسأل 

" إذن آنـسة هانا كيف حالك؟؟ " 

" حقيقة لا يمكنني القول أنني بخير " 

اجابتـها هانا بتـعب تفـهمته الدكتـورة   التي وضعت كف يدها فوق خاصة هانا تجيب 

" لا تقلقي البتة ، ستكونين بخير ، سأحرص على تحقيق ذلك "

تبسـما في وجه بعضهما و من ثم أخذت الدكـتورة تقوم بعمـلها ..

دونت ما يلـزمها من معلومات في دفتـرها من ثم استقامت تقول و هي تشـير إلى السرير في الخلف 

" آنسـة هانا هل يمكنك أن تتـفضلي معي إلى هناك " 

" اه طبعا " 

بـدورها هانا استقامت تتـبعها وصولا إلى السرير حيث اسـتلقت عليه بطلب من الدكـتورة التي شـرعت في تطبيق عمـلها لكنها توقفت فجأة حين لم تجد شيئا كان يـلزمها ..

اسـتأذنت الدكتـورة بالخـروج بعد أن طلبت من هانا  المكوث هناك ريثـما تعود بما يكمل عدة التمـريض خاصـتها ..

ٱرخت هانا بجسدها في هدوء تأخذ راحـتها فهي حقا متعبة و ما زاد الطين بلـة أنها أتت إلى هنا ركـضا و ذلك بسبب غبي أحمق جعلها تفـوت البـاص عليها ..

" اللعنة عليك بسببك أُهلِـك جسدي و ٱسْتُنفِذَت طاقـتي " 

شتـمته حين ٱسترجعت ملامحه و لم تكن تنوي التـوقف عند هذا الحد لولا الباب الذي فتح و الذي جعلها تظن أن الدكتـورة قد عادت لهذا اعـتدلت في الجلوس ..

لكن مهلا لحظة..

" ه..هه..هذا أنت !! " 

" أخيرا وجـدتكِ  " 

اضغط على " التالي " لمتابعة القراءة.

<><>

عند الـتقاطع توقفت السيارة ذات اللون الرمادي و ذلك ٱحتراما لـإشارة المرور التي تغير لونها لـلأحمر..

ٱحس جيهوب الجالس إلى مقعد السائق بٱهتزاز جسد الذي جاوره المقعد لهذا أمال برأسه إلى يمينه ليتكلم متبسما 

" ٱوه يبدو أنني أيـقظتك ..ههه " 

مـطمط جونكوك الشبه واعي جـسده قليلاً من ثم نـزع قبعة الهـودي خاصته ليسـأل جيهوب قائلا 

" هيـونغ هل وصلنا ؟؟ "

ابتسم جيهوب للطفل الجالس إلى جـانبه ليقول بـمرح بعد أن حـرر مـكابح السيارة " لقد شـارفنا على الوصول " 

أومأ جونكوك بتفهم من ثم خـطف بضع نظرات للخارج بعد أن ٱرخى بثقله إلى النافذة ليـدرك في لحظة ما أن الطريق الذي يسـلكه الـهيونغ خاصته لهو خاطئ ..

تشتت لوهلة لكنه سرعان ما تكلم يـخاطب جيهوب قائلا" هـيونغ ٱظنك سـلكت الطريق الخـاطئ .. وجـهتنا في الطريق الـمعاكس "  

" ٱعلم ذلك جونكوك ، لكن أولاً علينا الذهاب لـمكان ما و هذا المكان  طريقه من هنا " 

هذه كانت إجابة جيهوب لجونكوك الذي ٱلتزم الصمت في الدقائق التالية و التي كانت تمر عليه ببطئ شديد ..

لم يعد يـستهويه أي شئ البتة ..

كل شئ بات بلا طعم ..

تـنهد في يـأس حين تـوارت صورتها إلى مُخيلته لتُعيد بذلك ٱحياء الذكريات التي جـمعت بينهما يوما..

في الخفاء تمـردت  إحدى عبـراته لتـرسم طـريقها نـزولا إلى  خـديه رغـما عنه ، لم يـردها أن تفـضحه لهذا  عَجَّـلَ  في  مـسحها فهو لا يريد أن يفسد سعادة الهـيونغ خاصته..

هو حقا لم  يـُحبذ فكرة الخروج هذه أو حتى تغيير الجو فهو للآن لم يـتجاوزها و ٱشك في أنه سيـفعل ذلك يوما ..

' ترى أين ٱراضيك هانا ؟؟ ' 

كان مشغولا مع نفسه يفكر بها و أين ستكون الآن..

هل هي بخير ؟! 

صحـتها.. أكلـها.. شربـها كانت من ضـمن تـساؤلـاته التي 

قُطِعَتْ لحظة توقف جيهوب بالسـيارة مجددا ..

التـفت جونكوك بـغية سؤاله لكن جيهوب كان سَبَاقـاً في ذلك ليـتكلم قائلا  

" ٱنتظرني هنا سـأغيب دقائق و أعود 

، لن أتأخر " 

ٱومأ جونكوك ٱيجابا ليـجيبه بــ " حسنا هيونـغ " 

ترجل جيهوب من السيارة و أعـين جونكوك لم تفارقـه البتة إلا بعد أن قطـع الشارع ..

ٱختفى ظلـه عن مرمى رؤية جونكوک و هنا ٱخيرا قرر أن يـلتهي بأمر آخر ..

ٱعطـى لنفسه القليل من الوقت رفقـة هاتفه لكنه سرعان ما رمـى به بعيدا فحـقا هو لا نفـس له لفـعل أي شئ..

الحياة بالنسبة له باتـت بلا طعم و لا شـهية له  لعيـشها ..

النـوم هو كل مـا يـريده ..

كم من مرة تمنى لو يخطفه النوم إلى سبـات طويل ينسيه ما عاشـه لكن ..

"هــاااه"

تنهـد مقنـوطا بعد أن ٱسند بجسـده إلى يمينه طامـعا في غفـوة قصيرة ريثـما يعـود جيهوب ..

بالفعل تراخـت ٱجفانـه لتـغلق تدريجيـا لكن فجأة ٱعاد فتحـها حين تسلل إلى مسـمعه صوت ضـحكات بهـيجة رنانـة ..

ٱتبع مـصدرها لا ٱراديـا منه  ليلمح زوجيـن سعيـدين يتشبثـانِ بأيدي بعضهما البعض ..

ضحكت الزوجة حين لاعب زوجـها ٱرنبـة ٱنفه بـخاصتها و لم يكتفي بهذا ٱنما بين اللحظة و الأخرى كان يوزع قُبلاتِـه على كافـة وجهها ..

  لقد بديا ثنائيا سعيدا ..

بقي جـون كـوک يُنـاظر الزوجيـن بفـراغ و الألم لا ينـفـک يعتصر قلبه.. 

هو يشعر بالغـيرة ..

و لا ينکـر أنه يحـسد ذلـک الـرجـل ..


في لحظة عابرة تهيئ لنفسـه أنه و هـانـا مگـانهمـا.. 

و كـم سَعُدَ لـ هذا التخيل اللطيـف و إبتسم بـ إنكسـار حين تخيلـها بجانبـه ، تمسک بيده، تضحک في وجهه، تلعب بـخصلات من شعره  ..

حـرر تنهيـدة طويـلة تزامـنت مع مسـحه لدمـعة مـتمردة ..

"هـانـايـاه.. إشتقت لک حد اللعنة .. 

بعـدك عني ما زادني إلا عذابـا ..

آاااهٍ و ألـف آاااهٍ ..

فقط لـو تعلميـن مقدار الحب الذي ٱحمله لک  لكنتـي قد قفزتـي فرحا إلي و كنـا أجمل زوجين سعيـدين گ هاذيـن  تماماً"

قاطـع طقـوس حزنه سمـاعه لـ صوت بوقٍ عالي لـ سـيـارةٍ من الجهة المعـاكسـة

نظر إليها مدة قصيرة و بدى عليه عدم الاهتمام لذا كان بصدد العودة إلى حيث كان لكن فجأة وسع‌َ عينيه عـلى مـصرعيهما حين ٱنتبه إلى حركة السيارة ..

بـدت سـرعتها جنونية إضافة إلى أنه كان واضحا أن السائق على وشـک تجـاوز الإشـارة ..

يبدو من النوع الطائش على الأغلـب ..

ما حصل تاليـا كـان محاولة من السائق تدارک وضعه إذ أنه ضغط المكابـح و هذا سهل التكهـن بعد سماع الصوت  القويٌّ لـ انزلاق العجلات على الأرض

تلاوح‌َ إلى خاطر جونكوك أنه سينـاظر وقوع  حـادثٍ مدوٍ الآن و لم يخطئ في ظـنه أبدا..

فَـ صحيحٌ أنه توقع حـدوث حادثٍ لكـنه قد صُدم من ضحية الحادثة

"هـانا!؟  " 

تمتم بهذه الكلمـات مصدومـا لكنه سرعـان ما نفض تلگ الافگار بعيدا ظنًا منه أنها مجرد شبيهة لها  لا غير..

فـكـما يقال ^ يخلق من الشبه أربعيـن ^ 

ألـيس گذلـک؟؟.. 

لكـن صوت صُراخهـا الأنثوي قد صدح في المگـان..,  صوتٌ لـو إمتزج مع جميع أصوات نسـاء العالم في آنٍ واحد إستطـاع هـو  تـمييزه..

" إنتبه و اللعنة!  ألا ترى أماماگ؟  لقد كِـدتَ تودي بحيـاتي بسبب تهورگ!!" 

"أعتذر يا سيدة لم أقصد.." 

"إنتبه في المرة القادمة!" 

أطلقت تشـااه سـاخرة لـ تتلفـظ بين أنفاسها بسخط

"عديمٌ لِـ المـسـؤلية!!  لـو لم يعتذر و أطال الحديث معي لكـنت نزعـت صندلي و رميته نحوه ٱشوِّهُ وجهه! گي يتعلـم إحترام القـوانين و عدم مـُجاوزة  إشارات المرور"


بمجرد أن تأكد كـوک أن هذه هي نفسها توأم روحه لم يتردد و لو لحظة اللحاق بها و ذلك قبل أن يختفي طيفها من أمامـه ليعود هو بذلك إلى نقطة الصفر  و لا يجدها للأبد..

إنتصب من مگانه يقطع الطريق قبل تغير الاشارة  ليركض خلفها  يتتبعهـا بغيـة  أن يعرف وجهتها أولا و من ثـم يُـحادثها..


مشى تقريبا خطوات معدودة ليـتوقف فجأة يتأكـد من ما رَآه الآن..

' المـشـفى !! ' 

زاد فضوله حين رآهـا توقفت هي الأخرى أمام عـتبة الـمدخل و قد فكـر للـحظة  عن سبب تواجدها هنا ..

عدة أفگارٍ تداخلت  في عقله لحظة دخلت المشفى .. 

'  أترى تزورُ أحد أقربائها أو أصدقائها؟ '

' أم أنهـا هي المريضة هنـا؟ '

" گلا جـون كـوک إنفض أفگـارگ السـوداوية هذه لابد من أنه أحد أصدقائها, 

حسنا ماذا أقول؟  لـ أتبعها و إنتهينـا! "

گـان يحدث نفسه بينمـا يخفي بنيتـه الضخمة خلف نحب ٱتخذه مكانا للٱختباء ..

بقيت عيونه عليها إلا أن توقفت عند مكتب الاستـقبال حيث تبين له أنها سـألت عن أمر ما أو شئ ..

لم يستطع سماع ما دار بينهما كونه كان بعيدا عن نطـاقهما لهذا ٱكتفى بالتحـليل من تلقـاء نفسه ..

لم تستغرق هانا الكثير من الوقت مع موظفة الاسـتقبال إنما فقط قرابـة الدقـيقتين من ثم  مـشت نحو الداخل ..

بقي يـختلس النظر إليها إلا أن تابعت المسير إلى ٱحدى القاعات التي أشارت إليها موظفة الاسـتقبال سابقا ..

إستقرت هناگ في قاعة الانتظـار و هو بقي في مطرحه گون المگان هناگ مكـشوفا و إذا ما دخل سيكـون وجهه أول مـا يقابلها و عندها ستهم بالفرار منه فـ گان أفضل حلِّ هو الانتظار..

"أولم يقـل القدمـاءُ إن الصبر مفتـاحُ الفرج؟  حسنـا كـوک لـنجرب الانتظار ريثمـا تدخل ثـم أتلصص علـى الباب أعرف خطبهـا و أيُّ مرضٍ قد أصابها"

"السيدة هانا!" 

صاحت المضيـفة بأعلا صوتها دون رفع عيونها عن قائمتها تنده على المعنية بالأمر بعد أن فرغت غرفة التمريض

"هنـا" 

" أنتي هانا ؟! "

" نعم هي .. أنا هانا "

" إذن فلتتـبعيني من هنا " 

سـبقتها الممرضة  لتـحتل الطليعة في حين أن هانا كانت خلفها ببضع خطوات ..

تتبعتها هانا وصولا إلى غرفة التـمريض تَلِـجُ

جَ نحو الداخل بعد أن فتحت لها الباب  لـ تقابلهـا هيئة الـدكتورة التي  تبدو في العقد الثـلاثيني من عمرها تستقبلهـا بـ إبتسـامة

"تفضلي بالجـلوس "

جلست هانا إلى الكرسي و قد بان عليها التعب .. تبسـمت في وجه الدكتـورة حين بـادرتها بذلك لتبدأ جلستها ..

بعد ولوج الأخرى للغرفة و إغلاقها للباب خلفها تقدم هو أخيرا لـيتوقف  ٱمام الباب يحاول أن يسترق السمع و لو قليلا فقط ليعرف نوع مرض زوجته.. 

"آه يبدو أني نسيت إحدى أدوات الفحص خاصتي انتظريني سأعود حالا"

من بين كل ذلگ الضجيج إلتقطت ٱذناه هذه الجملة فقط و التي جعلت وتيرة نبضان قلبه تتسارع ..

ٱنتفض يتراجع للخلف بسرعة حين وقع على مسامعه صوت خطوات قادم صوبه ..

يبدو أن الطبيبة في طريقها للخروج و هو يخشـى ٱن تمسك به بالجرم المشهـود و تسيـئ فهمه فينتهي بـه الامر في شجـارٍ مع هـانا و مطرودا من قبل حراس الامن خارج المشفى..

فُتح الباب و خرجت هيئة الطبيبة تلگ من الغرفة فأسرع لهَا مردفـا

"أعتذر حضرة الطبيبة!  هل يمكنني الدخول؟؟ أرجـو أن لا تسيئي فهمي!  لكنني زوج تلگ التي بالداخل جيـون هانا و أنا قلق عليها " 


ٱنشغلت هانا تسترجع الحادث الذي وقع معها قبل مدة من الزمن و كم كانت غاضبة وقتها و لم تخمد نيرانها بعد..

توقفت لتـأجل  الشَّتم لاحقا و ذلك بعد أن سمعت الباب يفتح ..

يبدو أن الطبيبة قد عادت ..

هذا ما ظـنته هي في الوهـلة لكن يا للعجـب و يا لصُـدف التي يحيكـها القـدر..  

" ه..هه..هذا أنت !! " 

" أخيرا وجـدتُـكِ  " 

                    End Flash back 🌸🥀..


هل هذه مزحة أم دعـابة سخيفة ..

خيـالها الغبي ذاك لما يعـرض لها خِلقته ..

هي في حالة تخـدير ..

عيناها فقط ما كان تحت العمل أما الباقي فلا ..

بقيت تناظـر خلقته مدة من الزمن تحاول فهم الذي يحصل هنا ..

' أَهذا جونكوك!! '

' مهلا لحظة ما الذي يـفعله في سـيوؤل يفترض به أن يكون ببـوسـان '

سـؤالـين طـرحتهما على نفسها تبذل جهدا في البحث عن ٱجابة لهما و التي لم تجدي نفعا البتة إنما حالـت إلى  أن الـواقف ٱمامها ما هو إلا سـراب سـيزول إذا ما هي ٱغمضت عيناها مدة من الزمن..

تأجـجت  لهفـة الاشتيـاق داخلـه  لتطغـى بذلك على حـواسه..

هو للآن ما زال غير مصدق ٱنها هي نفسها من سـكنت قـلبه ..

بعد دَهرٍ من الانتظـار أخيرا ها هي ذي بشـحمها و لحـمها تقف هناك ..

ابتسم في سعادة ليركـض إليها يـأخذ بجسدها الصغير الحجم إليه ..

كانت هي قد ٱغمضت عيناها بالفعل قبل أن يفاجأها هو لتتأكد هي بعد ذلك ٱن ما ٱقنعت نفسها به ٱنه محض سـراب لهو حقيقة صادمـة ..

ملامح وجهها بالفعل قد عـبرت عن ما تـعايشه هانا في هذه اللحظة ..

تصنـم جسدها ليأخـذ جونكوك راحـته معها و يعبر عن كم الشَّوق الذي كان قد تلحفـه أيـامـا عـدة بعنـاق أبـدي..

في منتصف اللحظة الرومنسية و جمعة الٱحباب تذكر جونكوك ٱمرا ..

سبب تواجدها هنا  ..

مجرد فكرة أنها في المشفـى ترعبه..

"أأنتي بخير؟ هل أصابكي أذَى "  سـألها 

ثم راح يـفحص كل ٱنش منها لـيتوقف حين لمـح شحوب وجهها غير المعتـاد..

لـمساته الخـائفة جعلت هانا تـسترجع البعض من لقـطات تلك الليلة المـشؤومة ..

ٱشمئزت لدرجة التـقزز و هنا ضااق ذرعـها و فـاض كـأسها عن حـده ..

ضـمت قـبضتها في سـخط لتـجمعها إلى صدره تدفع به للخلف تصرخ به قائلة 

"ابعد يديگ القذرتين عني!"

تفـهم جونكوك مـوقفها هذا و لم يـجادلها البتة إنما اقدم على ٱقل من مـهله ينوي الـتفاوض لكنها سـبقته حتى قبل ٱن يتكلم هو لتقول بتـحذير 

" قـف عندك.. إياك و الاقتراب مني أنا ٱحذرك " 

توقف مكانه فهي حقا جـدية بما تقـوله ..

ٱحس ببعض من الحزن فهو حقا مُدركٌ لما هي تتـصرف معه بهذه الطريقة العدوانية..

قرر الانسـحاب بـهدوء تجنـباً  افتعال أية مشاكل هنا أو أن يزيد الطين بلـة ..

فُتِـح الباب من جديد و هذه المرة كانت من توقـعته هانا سابقا ..


الطبيبة 


قـاطعت جوهما المشحون بدخولـها غير المتـوقع تقول برسـمية  

"سيد و سيدة جيـون.."

"اسمي هو السيدة  تـشوآ هـانـا "

"حسنا سيدة تـشوآ , تعاليا أنت و زوجكِ سيد جيون اجلسا رجاءاً في المكتب گي أحدثكما عن أمرٍ مهم يخصكي سـيدة تـشوآ "

نبست هي بهدوء تنتظر أن يتكلم أحدهما لكنـهما إكـتفيا بالـنظرات لهذا  بعد ثواني من عدم تلقيها لأي شيئ عادت مكملةً كلامها..

" إن السيدة حـامل بإبنكمـا, مبـروکٌ لكمـا الحمل"

لمعـت عينـا كـوک من شدة الفـرح و إرتسمت على شفتيه طيف ابتسامتهما فـ السعادة قد غزت قلبه فراح يعانق الأخرى التي قد صدمت من هذا الخبر فآخر مـا توقعته هو..


أن تكـونَ..


حـامل..


انتفظت من الكرسي و نظرةٌ فارغة تُـسيطر على ملامحهـا جعلت من ابتسامة الآخر و سعادته تَلُوحُ هبـاء الريـاح..

خرجت من الغرفة تغلق الباب خلفها بقوة جاعلةً من كل الحاضرين يوجهون جل تركيزهم و أنظـارهم التي تبدي إنزعاجهم لهـا

"و اللعنـة هذا مـا گـان ينقصني, نسخـةٌ مصغرةٌ عنـه الآن و أين؟! في أحشائي أيضا!!"

توقفت أمام المصعد لتفرغ جل سخطها بزره ..

نقرت عليه مرارا و تكرارا و لكن ٱزعجها الوضع حين لم يفتح ..

تأففت بانزعاج بعد أن ضربت قدمها أرضا تزامنا مع قولها ل " تبا " 

لم تتردد لحظة في الرحيل لهذا عجلت في ذلك لتقصد الدرج كَحلٍ ثاني ..

و قبل أن تخطو خطوتها لنزول الدرج  تمنعهـا يدٌ مِنَ المعروف مَنْ صاحبها..

و للمرة الثـانية على التوالي ترمي به بعيـدا عنها تصرخ عليه بـ سخطٍ علـى أن لا يلمسها بـ يديه القذرتين في مَـرآها..

"مـابالکِ هگـذا! أرجوكي هـانـايـاه .. أنا حقـا إشتقت لک ..

أنا حقا عاشـقٌ لـكِ فٱرجوكِ أريـحيني و تـوقفي عن الـنفور بعيدا عني ..

أنا ٱعلم أنه من سابـع المستحيلات أن تعفي عني لكن على الأقـل ٱبقي معي ..

ٱقسم لك أنني سـأعيد الأمور إلى نـصابها فقط ٱبقي..

من أجـلي..

من أجل طفلنا هانا "

تلكم حزينا عبوس الملامح مفصـحا عن  كل مشاعره الدفـينة مع تـقدمه إليها ..

لوهلة كاد سحر كلمات جونكوك الصادقة يؤتي ثماره لكن ككل مرة مستحيل أن تسلم الجرة ..

"جيـون جـون كـوک ألا تفهم؟ أخبرتگ تريليـون مرة أن لا تلمسني بيديگ القذرتين!!" صرخت به حين ٱيقنت أنـه يحاول ٱستغباءها و هنا هو ٱندفع نحوهـا ليحبس سـاعديها بين قبضته ينـظر في عمق عينيها ..

بادلته نظراته المكسورة بٱخرى غير مبالية ٱو حتى مكترثـة بحاله ..

حتى لو ٱعتذر مليون مرة لن تسامحه لأن جرحها ما زال حديثا ..

كسرت التواصل البصري الذي جمعهما لعدة ثواني من ثم نوت الابتعاد إلا أنه كان سباقا فهو قد وضع جبهته ضد خاصتها ليرتخي بعد ٱن داعبت رائحتها جيوب ٱنفه ..

ٱقشعر بدن هانا حين ٱحست بٱنفاسه تلفـح بشرتهـا ..

' شعور غريب لكن ..'  

هي نفسها لم تعلم ما الذي حل بها ٱهي تعويذة ما ٱو شئ آخر ..

" ٱرجـوکِ لا تبتعدي عني مجددا .. ٱقسم ٱني لن ٱزعجک البتة فقط ٱبقـي ..

من أجل طفلـنا هانا ..

ابقـي " 

ٱحست هانا بنوع من تأنيب الضمير لكن متى كان كـبرياؤها يـسمح لها بذلك ..

فضلت السكوت على أن تجيب و ٱعطته ظهرها  تنوي الانسحاب  لكنه قد أمسك رسخها مجددا يديرها إليه ليحكم عليها ينفي برأسـه أن لا تفعل الذي يفكـر به هو ..

زمجـرت به .. 

قاومت ٱندفاعه إليها..

و دفعت به بكل قوتها لكن لا وجه للمقارنة بين قوتها و قوته..

ٱنزعج من الوضع الحالي و خصوصا من تـحركاتها التي ما زادت الوضع إلا سـوءا..

زفـر بحنـق لحظة خدشـته في غفلة منه لـيقرر هو بعدها   عدم التساهل معها و ٱتخاذ التهور حلا سعيـا منه في حمايتـها ..

ثبـت ذراعـها اليمين للخلف و ما بقي عليه إلا أن يقوم بالـمثل مع الذراع من  الجهة الأخرى لكن ..

يا للحـظ العاثـر ..

هانا و في لحظة خادعة تعثرت لتفقد توازنها تعلن عن تهاوي جسدها إلى الأسفل..

" جـون كـــوووک " صرخ بها جيهوب الذي عثر على ضالته بعد عملية بحث دامت مدة من الزمن ليتفاجأ به يقـع هو الآخر هـاوياً نحو الأسفل بعد أن ٱحاط بجسد ٱحدهم ..

محاولة جونكوك قبل ظهور جيهوب في ٱنقاذ الموقف  باءت بالفشل إذ أنه عجـز عن سحب هانا إليها و بدل ذلك هي التي سـحبته إليها ..

وقع كليهمـا من على الدرج ..

هذا صحيح ..

رغم كل  هذا جونكوك لم يفكر بنفسه إنما همه الوحيد سلامة ٱعز الناس على قلبه ..

إستغل جسده الضخم م  و أحاط جسدها الصغير به ليجعـل منه  درعـاً  يحميها ويحمي صغـيره الذي في أحـشائها بـه..


جيهوب بقي فاغـر الفـاه غير مصدق للذي حصل للتـو..

" جـ..جون..كوک" 

هـرع إليه مـزعزع النفس غير مرتاح البال ليتفاجئ بـحشد غـفير تجمع حـولهما ..

تقدم للأمـام دافـعا كل شخص ٱعاقه من الوصول لـيقف ٱخيرا حين لمـحه بخير ..

" هااه حـمدا لله "

كان جونكوك ممدد الجسد يتأوه مغمض العينين  يبدو أن صداعـا خـفيفا قد داهمـه ..

دنـى جيهوب إلى مستواه ليـحط بـكف يده على كتف جونكوك من ثم تكلم سـائلا إياه 

" هل أنت بخير؟! " 

نظر جونكوک من حوله لبرهـة و إذ بـه يجد نفسه محـاطا بـ أُناسٍ غريبين ثواني فقط و تذكـر ما حدث لينظر إلى جانبه و يجدهـا على الأرض ممددةً مُغشًا عليها

صـرخ بٱسمها 

" هـانااا " 

لكنها لا تجيب ..

ٱحاط جسدها يـسحبه ليـتوسط ٱحضانه و من هنا بدأ محاولاتـه في ٱيقاظها ..

" هـانا! أجيبي أنتي بخير؟؟  هانا أرجـوکِ أفيقي!!"

ٱرتعشت ٱنامله لحظة لـم يأته رد منها..

داعب وجنتيها بضربات خفيفة لعل و عسى هذا يجدي نفـعا..

لكـن لا رد ..

إستوقف فعلته المتكررة تلگ حضور نفس الدكتـورة التي گـانو معها منذ قليل ..

هي الأخرى دنـت إلى مسـتواهما تفـحص هانا الفـاقدة للـوعي  بعد أن صرخت في طـاقمها تقول "أحضروا النقالة  على الفور و أريد أن تجهـزو جهـاز الايكو في الحال گي نتفقد صحة الجنين!"

على الفور لـبى الطاقم الأوامـر و لم يستغرق الكثير ليأتوا بما طلبت الدكتـورة ..

حملوا جسد هانا و سطحوه على النقالة من ثم راحو يدفعون بها إلى غرفة الفحـص..

"لا تقلق سيد جيـون, زوجتگ ترعاها أيدي أمينة و سنفعـل مـا بـي الامگـان"

هذا ما قالته الدكتـورة قبل أن تدخل الغرفة تـاركة وراهـا جونكوك مضطرب الحال ..

يدور منذ ساعةٍ في قاعة الانتظار بعد أن ألحت عليه الدكـتورة فحصه هو خوفا من أن يكون قد تعرض الى ارتجاجٍ في الدماغ او قد كسر إحدى أضـلعه لكنه قد خرج فقط ببعض الكدمات الخفيفة و لا شيئ خطير..

القلق ينهش لحمه من الداخل و الارهـاق قد طغى على ملامحه

لازال ينتضر أن يتم إعلامه بأي جديد..

أخيرا خرجت تلگ الدكتـورة من الغرفة بعد وقتٍ أحس أنه سنتان 

تقدم منها بسرعة و قلبه يدعو أن تأتيه الأخبار الحميدة ..

نـظرت الدكتـورة إلى الأرض بخجـل حين رأته مقبلا لتنبس  قائلة بعد أن حـررت هواء رئتـيها 

"زوجتگ بخير و  الحمد لـ الله


لكـننا نعتذر سيـد جيـون..


لـم نستطع..


إنقاذ الجنين مثلما أنقذنا زوجتك"

تـرقرت مـقلتاه بدمـع العيـن ليفيـض نزولـا إلى خديـه ..

رقَّ قلب الدكتـورة لحالـه و إذ بها تـقترب منه تواسـيه قائلة بعد أن وضعت يدها على كـتفه 

" سيـد جيون .. ٱعلم أن هذا قد كسرک في الصمـيم لكـنها مـشيئة القـدر ..

عليـک أن تتمـالک نفسـک على الأقل من أجل زوجتـک " 

ٱقتنع بـكلامها فالبـفعل ما باليد حيلة ما حصل حصل و لا يمكننا تـغييره ..

  مَسح جونكوک سيل الدموع ليـتكلم سـائلا عن زوجته 

" ما حـالها الآن؟! ٱقصد هانا ، هل هي بخير ؟؟ "

وضعت الدكتـورة كـلتا يديها في جـيوب مـئزرها الطبي لتجيب بـهدوء

" هي بخير الآن ، لا خطر عليها  فقط هي بحاجة إلى بعض المـضادات الحيوية  التي عليك أن تـأتيني بها " 

ٱعطته الوصفة الطبية ليـغادر هو قاصـدا صيدليـة المشـفى ..

" شكرا لك " انحنـى له باحترام بعد أن دفع مـستحقات ما ٱشتراه لـلتو و هـم في الخروج يعود إلى حيث تقبـع حبيبة قلبـه ..

في طريقه إليها ٱجبر نفسه على أن يـتمالك فهو للآن تحت تأثير الصدمة و لم يـتقبل موت صـغيره ..

ٱقسم على أن يحافظ على ربـاطة جـأشه من أجـلها..

من أجـلها هي فقط ..

هو يعلم أنها ستكون مكسورة لا بل مـحطمة لهذا عليه أن يكون سـندها الداعـم ..

هي تحـتاجه و هو هنا فقط من أجـلها.. 

طرق الباب بعد أن تـأكد من أنه بلغ مستوى الهدوء اللازم من ثم دفع بالباب ليدخل بحثا عنها ..

وضع ما كان بيديه فوق الطاولة ليـقترب من السرير الذي يفترض بها أن تكون عليه لكنها لم تكن هناك ..

بحث عنها في كل ٱرجاء الغرفة لكنه لم يـعثر عليها ليـركض  فجأة نحو الخارج ..

بٱهمال دفع كل من كان في طريقه ليـتوقف حين أضـحى خارج أرض المشفى ..

لف غي مكانه بحثا عنها هنا و هناك ليـصدم حين رآهـا تقف أمام مرأى منه تتوسـط أحضـان شخص غيره ..

" لا .. ٱرجوک لا .. مستحيل أن تكـون الحقيقة " 

" ٱدحري كل ما قد يكون سببا في تزعزع قرارك هذا لأنه و لأول مرة أَرى الحكمة واتَـتكي " 

تكلم من جاورها الجلوس و ذلك بعد أن ساهم في تعديل جلستها ..

هانا لوهلة مخادعة كانت على وشك أن تعود أدراجها إليه ..

لقد آلمها قلبها ليحضر ضميرها يلعب دور المعاتب على طيشها ..

هي لم يكن عليها التمادي إلى هذه الدرجة ..

هو لم يؤذها بشيئ إنما حرص على راحتها..

ه

ل حقا ..

توجـب علي ٱتخاذ مثل هذا القرار؟'

سـألت نفسها بعد أن عادت لتنظـر إليه ..

جونكوك بقي في مكانـه بعد أن رآهـا قد تركتـه لـتذهب إلى رجل آخر ..

خيـبة أمل كبيرة ٱعترته مع كل ثانية بعـدت عنه حبيبة قلبـه ..

رغبة جامحـة تدفع به إلى اللحـاق بها لكن مع كل خطوة يحاول أن يقوم بها توقف خاضـعا لجملة كان هو من ٱبتدعها ليوهـم بها نفسه ..

'أظن أن راحتـها تكمن في بعدي عنها' 

بربك جونغ كوک أي قلب هذا الذي يحتل أيسرك ؟ 

و كم من الصبر أنت تملك ؟ 

هَمْسٌ داخلـي تـرنن إلى مـسمعه لـعل و عسى قد يأتي بنيتجة معه لكن يا أسفـاه أنا حقا يؤسفـني القول أن العاشق الذي عاهـد نفسه يوما قد نقض وعـده و ها هو ذا يقف هناك ..

نعم هو هناك يبتسم لها بانكسـار و يحاول أن لا يضعف مهما حصل ..

لكن ما باليد حيلة..

فراق الحـبيب لهو أمر صعيب و إذا لم تبكي عـيونك دمـعا فـأنت حقا بلا قلب ..

حقا جـونغ كوک هذا يستحق جائـزة لقـدرة تحمـله ..

بالفعل بطل لقد تجـاوز خمس دقائق دون أن ينهـار لكن هذا لم يـدم طويلا ..

فكـما يُقال إذا ما ٱمتلأ الـكأس فسـيفيض أليس كذلك!..

ما قـيل قد ٱنطبق على جونكوك مئة بالمئة فـ بعد أن ٱمتلأ قـلبه أسـى فـاض دمـع عينيه حزنـا على من غـادر بلا رجعـة ..

" هـانااااااااااااا " 

بعد أن جثـى على ركبتـيه مستسلمـا صرخ باسمـها عاليـا يتمـنى أن تسمعـه ..

أن تسمع صوتـه ..

أو حتى أن تـستجيب له  لكن..

"هذا النـداء الأخيـر للـرحلة المتجهـة من كوريـا الجنـوبية  إلى بـريطانـيا ، يرجـى من جميع المسـافريـن على متنهـا الالـتحاق بالمـدرج رقم ** " 

كان هذا ما صَرح به أحد العـاملين في مطار سـيوؤل الدولي ليجـذب بذلك من سهـى عن رحلتـه ..

اسـتقام من تزين بالأسـود بعد أن جلس هو و من رافقـته الجلـسة مدة من الزمـن  في ٱنتظار الطائـرة ..

ليتنهـد بحـزن قبل أن يتكلم قائلا 

" إذن حـان الوقت  " 

تكلم بعد أن قام بحـمل حقائـبها التي أتـى بها بعد أن قصد مسكـنها ..

بعد أن عـدل كل ما بيده عاد ليـنظر إليها ليتمـم 

" هيا بنا قبل أن تفوتـنا الرحلـة " 

ٱيماءة ايجابية هي كل ما وصلـه منها و ذلك بعد أن وقفت في مكانها بلا حراك ..

أمـرها غريب أو لم تكن هي من أرادت الرحـيل إذن لما أرى في عينيها ترددا ؟!

هل يعقل أنها تفكر في البقاء ؟!

" هانا ! هل أنت بخير ؟؟ " 

سألـها متخوفـا صحة ٱحتمالاتـه لكنه سرعان ما تنفس الصعداء حين أجابت 

" أجل بخير ، هيا بنا نذهب " 

مشت هي في الواجهة ليتتبعها هو فـرحا من أنها لن تتخذ خطوة غبية ..

ساعـدها بإجراءات الرحلة بداية من تفقد الوثائق وصولا إلى استلام جواز السفر و كذا معاينتـه..

" إذن هذه هي لحظة الوداع " 

قال بنبرة حزينة ..

هو حقا تعود عليها و من الصعب أن يملأ الفراغ الذي ستتركـه هي بعد أن ترحل ..

رفعت رأسها إليه بعد أن حط كف يده على خدها لينبهها على أن نظيرها هذا بصدد قول شئ ما

" ٱعتني بنـفسکِ صـغيرتي  و إياک و نسيانـي لأني سأنتقـم منك وقتها " 

ضحكت هي على جديتـه بعد أن كانت تبكـي لتجعلـه يرتـاح قليلا حتى لو أن ضحكـتها تلك لم تكن بالدائـمة ..

مسـح دموعـها ليهـز رأسـه لها بمعنـى لا تبكي و قد صح هذا حين قال هو " أريد منکِ أن تعدينـي بأمر ما " 

" ما هو ؟! " 

" من اليوم فصـاعدا لا تكونـي الطرف الضعيف إنما كوني الأقـوى ، تجـنبي البكاء و تعـلمي من الأخطاء ،

أنت تعـلمين أن  الحياة مجرد تجارب ما تـزيدنا إلا قوة لهذا  فلتأخـذي بالحـسبان أن ما فات كان مجرد تجربة سيئة عليکِ أن  تتخطـيها لتتطلـعي لما هو في المستقبل ..

هل فهـمتي ؟ " 

نظرت إلى عينيه بعد أن كان هو السبّاق في خلق التواصل البصري بينهما ..

لقد أعطـاها أملا ..

كلمات هي بالنسبة للبعض لكن بالنسبة لهـانا هي نقطة البداية التي ستأخذهـا لمستوى آخر تكتشف فيه ذاتـها الحقيقية ..

" امم سيدتي علينا اللحاق بالطائرة " 

ذكرتها من كانت تقف في الخلف لهذا ابتعد الثنائي عن بعضهما البعض لتأخذ هي حقيبة ظهرها من عنده بعد أن مدها لها ..

بادلـها التلويح حين كانت هي البادئة به ليفترق الثنائي بعد أن قالت له " ٱعتني بنفسک أيها المتبجح الغبي و لا تنساني لأني لن أفعل و.." 

لم تقدر على أن تكمل لهذا ٱستدارت لـتدخل الـنفق الذي يؤدي إلى الطائرة..

" وداعا أيتـها البلهـاء ، أنا حقا سأشـتاق لکِ " 


                     ~ / بعد 04 سنوات / ~  

ضـحكات طفـولية مرحة جـالت المكان لقد كان ثـلاثي أب ، أم و ابن بدى في الرابعة من العمر..

الأم ربطت قطعة من القـماش على عيني صـغيرها في حين أن الأب تكـفل بإدارتـه  ثلاث مرات ليبتعـد بعد أن قال " دوهيـوناه حاول إيجـادنا " 

قـهقه الصغير ليتـحرك في الأرجـاء باحـثا عن والـداه اللذان لم يـنفكا ينـكزان كتف صاحب الأربع سنوات..

توقف الصغير فجأة و هذا جعل الأم فضـولية حيال ما الذي ينوي فعله لهذا بقيت في الخلف تنظر إليه في صمت بينما الأب تتبعه..

تحرك الصغير بخـطى حـذرة عكس اتجاه مكان والـدته متجـها إلى حيث كان صاحب النظـرات جالـسا يستمع إلى موسيقاه الهادئة التي رافته في جلسته التأملية للحديقة..

" لقد أمسكتکْ " 

فتح صاحب النظرات عينيه حين أحس بأحد ما قد أمسك رجله ليتفاجئ بطفل صغير بدى عليه نوع من الخوف بعد أن تيقن أنه قد أخطأ بالشخص ..

تراجع الصغير للخلف في رهبة بعد أن استقام جامد الملامح فجأة..

توقع الطفل أن يوبخ لكنه تفاجئ حين دنى منه ذلك الشخص مبتسما ..

لقد ربت على شعره بحنان ..

" ياه دوهيـوناه ما الذي فعلته ؟ عليك بالـاعتذار " 

تدخلت والـدة الطفل فجأة ليكمل الوالـد الباقي و الذي تمثل في جعل دوهـيون ينـحني متـأسفا يقول " أجـاشي أنا حقا آسف لم أقصد " 

تبسـم من وُجـِهَ إليه الإعـتذار ليجيب بالنـفي قائلا " ليس عليگ ذلك فالأجـاشي خاصتگ  حقا لم يـغضب " 

" حقا! " 

" ٱها ..حقا . " 

" فلتعـذره سيدي لقد اختـلط عليه الأمر فقط " تكلم والـد دوهـيون من جديد ليجيب من وقف لتـوه قائلا 

" لا بأس حقا فكما سبق و قلت أنا لم أنـزعج البتة " 

" أبـااا! أمـسكني إن ٱستطعت " قطع ركـض دوهيـون الذي  سابق الريح علـيهما الكلام لهذا كان على الوالد أن يسـتأذن ليلـحق بذلك الشقي الذي كان قد أهلگ والدتَه..

ضحك من ٱختلس النظر إلى الثلاثي بسعادة و ذلك بعد أن استحضر عقله مـشهدا مماثـلا كان من نـسج الخيال..

لقد كان هو من وقع عليه الاختيار في لعبة الاختبـاء ..

عليه بالعـد في حين أن الثنائـي سيختبـئ ..

" ياااه ! جونغ كوکشي لا تـغش لأن عيني عليك " 

" هاي مهلا من قال أني كذلك " أجابـها يـدعي البـراءة لـيظهر الطرف الثالث و يحـسم الجـدال بشهادتـه 

" يـااه أبـاا ! إياگ و التـلاعب بنا لأني بالفعل رأيتـك تـغش " 

لم يجد جـونغ كوک ما يقول لأنه و بالفعل قد تم حـصره في الزاوية حيث لا يوجد مـهرب لهذا لـجأ إلى دموع التـماسيح يمثل أنه مظلـوم لكن ملامحه تلك إياكم و أن تـخدعكم كما فعلت مع هانا و ذلك الصغير اللـذان تَبعاه إلى فَخه ..

بدأت حرب المياه بينهم بعد أن وقـعوا له و لتمثـيله الذي جعـلهما ضحية لهـجوم مائي كان منه هو..

غـيمة حزن كئيـبة أحـاطت بجونغ كوک بعد أن عاد إلى أرض الواقـع ليـدرك أنه و مرة أخرى وقع ضحية لأحـلام اليقـظة التي لم تنـفك تلازمـه..

" تمنيت يوما  من أعماق قلبي و لن ٱنكر أن يرمي بك إلي القدر لتـكوني لي رفيـقة العمر..

هااه ! هانا أيـنما كنتي الآن أنا حقا أن تجـدي السلام و الأمـان في حياتك " 

" أجـوما لقد عدت " 

كعادتـه يعلمها بوصوله لكنه هذه المرة لم يسمعها ترد ..

امم هذا غريب ..

" أجومـا ! هل أنت هنا ؟ " 

توقع أنها قد غادرت لهذا سـأل بينما كان قد مشى نحو الأمام ليتوقف حين سمع صوت ما ..

لم يستغرق وقتا لتحديد مصدره لهذا ما أن علم أنه صادر من الصالة الرئيسية للمنزل توجه من فوره إلى هناك ليتفاجئ برؤيـة طفل صغير جالس على الأرض يلعب بسيارة حمراء ذات صعقات رعد سوداء..

تعجب جونغ كوک لأمـره و تسائل عن هويتـه و أدرك أنه إذا ما أراد جوابا فـ عليه إيجاد الأجوما ..

مع أول لفة و التي لم تكتمل توقف جونكوك بعد أن سمع كلمة 

" أبـا!؟ "

اضغط على " التالي " لمتابعة القراءة.

<><>

" سنة حلوة يا جميل.. سنة حلوة يا جميل.. 

سنة حلوة.. سنة حلوة

سنة حلوة يا جميل " 

بـ مجرد إنتهـاء تلگ السيدة من الغنـاء, قام ذو الخَمـسِ سنـواتٍ بـ نفخ وجنتيـه ثـم إطفـاء تلگ الشموعِ التي گـانت تُزيـن أعلى الكعـكة..

انطـفأت الشـمعات كلـيا لتبـدأ والـدة صاحـب عيد الميلاد التصفيـق بحـرارة جعلت من الصغير يبتسـم بوسـع حتى أنه ٱنظم إليها..

لمعـت عيناهـا لحظة نظرت إليه كيف كان متحمـسا و مستمتـعا بالأجـواء من حوله..

لقد أتـاها نوع من الراحة فكل ما يهمـها في العالم سعـادة صـغيرها الذي ركـض إليها حامـلا بين يديه طبقـه ليقول بتدلـل لطيف " ٱومـا أريد قطعة من الكعك ، لقد ٱشتهيتها كثيرا .. امممم تبدو لذيذة "

قهـقهت هي على تعبـيرات وجهه الفكاهـية من ثم أجابـت " لک ما تريد أيها الصغير ، اليوم يومک لذا طلباتک أوامـر " 

انحنـت كالنبـلاء من باب المـزح من ثم ٱقتطعت له قطعة و قدمتـها لينتـشل هو الصحـن منها  و يبدأ الأكل لتكتـفي هي  بمشاهـدته فقط فلا شهية لها للأكـل خصوصا مع ذلك الموضوع الذي أخـذ جل تفكيرهـا..

  مع الوقت الذي شردت به هي كان الصغير قد فـرغ من الأكل ليطالـبها بهـديته التي سبق لها أن ذكرت له أنها هذه السنة ستكون مميـزة و مختلفـة كما أنها أكـدت له أنها ستنـال إعجـابه كثيرا..

حمـلته إلى أحضـانها بعد أن مد بذراعـيه إليها قصد أن ترفـعه و قد فعلت بعد ذلك أجلسـته على الأريكـة لتبتعـد قليلاً لتقول "عيـد ميلادٍ سعيـدًا صغيـري العزيز جوهـان!" و كان ذلك بعد أن قبلت خـده بحـب جعلـه بداية يبتسم بلطف لكنه سرعان ما عَبس بتذمـر يرمي بيده للأمـام يقول " هـديـتـي " 

من خلف ظهرها أظهـرت ورقتـين كان طولهُمـا أكبر من عرضـهما و قامت بوضعهـما فوق كف يد صـغيرها جوهان الذي نوعا ما خـاب ظنـه 

" ماذا! هـديتي ورقة! " 

" عـزيزي هذه ليست أي ورقة ، هذه تسمـى تذكرة " 

" تذكرة؟!  " 

" أجل تذكرة ، نستخـدمها من أجل السفر " 

" اه فهمت لكن مهلا ، هل هذا يعني أنـنا سنسافـر " 

" صحيح هذا ، نحن سنسافـر و الوجهـة ستكون كوريا الجنوبية حيث تتواجـد هديـتك " 

" و التي هي " 

" بما أنه يوم مولـدک، قـررت أن أجعـلک تلتقـي بوالـدک ، ما رأيک؟ " 

فتـح ذلگ الصغير فـاهه بـ إنبـهارٍ و عينـاه قد توسعت على مصرعيـهما..

"

بـا.. بـابـا؟, هل حقـا سنذهـب عند بابا!"نبس و هو غيـر مصدق

فجـأة و دون سابق أي إنذار, هو قد قفـز على أمه من على الأريكـة التي كان يجلس عليها گي يحتضنهـا بكل قوتـه دون أن ينسـى كلمة شكرا التي كررهـا قرابـة العَشْرِ مرات.. 

أخيـرا..

أخيـرا و بعد أن طالـت مدة ٱنتظاره سوف يـرى أبـاه~

لقد كانت عند وعدها و لم  تُخلِف به أبدا فسبق لها أن قالت مرة حين جعله فضوله يسألها عنه لكنها ٱمتنعت عن الإجابة و ٱكتفت بجملة  " عزيزي لا تحزن همم،  حين تحين اللحظة المناسبة سأخبـرک بكل شئ "

جوهان وقتها تفهـم موقف والـدته ذاك لذا لم يـجادل كغيـره من الأولـاد المتـذمرين كونـه كان هادئـا و رزيـنا بطريقة غريبة..

لم تتفاجئ والـدته كثيرا فهي كانت على علم أنه سيتحـمس و على الأغلب العناق هو الشئ الوحيد الذي يعبر به عن امتنانـه الكبير.. 

لم تتـردد هي البتة و بادلتـه في الحين العنـاق لتشـد هي عليه أضعـاف ما يشـده هو عليها لكنها سرعان ما قطعت اللحظة بقولـها 

" أُومو.. أسـنمضي الليلة بتبادل العناقـات ؟ .. هيا هيا إلى السرير فـغدا أمـامنا مِشوار طويل " 

قـهقه بطفولية من ثم أومأ سمعا و طاعة لكنه أضاف قائلا 

" الليلة سأنام معك جميلتي "

وجدت الأمر غـاية في اللطـافة لهذا  لم تعارضـه البتة بل سـارت إلى غرفتها حيث أخذته إلى أحضانها لتغفو إلى جانبه بعد أن قبلت جبينه و تمنت له ليلة سعيدة..


صـبيحة اليوم المـوالي و عندما استيقظ جوهان وجد كل شئ قد تم و أن أمه كانت قد تولت زمام الأمور و ما عليها الآن إلا تجهيز دب البانـدا النـعس هذا و الذي لم يصحصـح كليا..

حممـته أولا من ثم ألبـسته لتنتهي بإطعامـه و مع فراغـها من كل هذا كان سيارة الأجـرة التي سبق لها أن طلبـتها وصلت للـتو و هي تـنتظرها في الأسفل..

" اه في الوقت تماماً " 

حملته بين ذراعيها و إلى الخارج توجهت حيث كانت قد مدت الحقائب إلى السائق الذي تكفل بدسـها في صندوق السيارة الخلفي..

" هل أنت مستعد " 

سألتـه من بعد أن جلست إلى جانبه ليجيب بحماسة قافـزا في مكانـه " كل الاستعـداد ٱومااا.. أبا ٱنتظـرني أنا قادم من أجلك "

ضحكت هي من ثم عادت لتنـظر إلى السائق و تعطيه الأمر 

"إلى المطار لو سمحت"

" أمرک سيدتي " 


End Flash back 🌸🥀

" أنت أجمل هدية حصلت عليها ..انا أحبك أبـا " 

جوهـان و من فـرط سعادتـه قفز إلى أحضـان ذلك الذي سرقـت بعض من الأسئلـة المبهـمة جل تفكيـره ليفلـت منها بعد أن سمع الصغير يقول ما سبق..

شعـور لطيف و نوعا ما يشبـه الانتمـاء قد خالـج قلب جونـغ كوک الذي لم يتـردد إنما قام بمبادلـة الصغير الحضـن الذي لم يـدم مدة طويلة لأن جونـغ كوک قد أتـاه الفـضول ناحيـة امر ما لهذا قد سـأل بعد أن أبـعد الصغير عن أحـضانه 

" أيها الصغير .. " 

" اسمي جوهان.. أبـا " 

" اه .. يا لـه من اسم جميل..

إذن جوهـاناه هل من المُمكن أن أعرف اسم والـدتک ؟! " 

"هـانا, تـشو هـانا  أبـا "

معقول !! 

أعني كلنا سـمعناه..

الصغير جوهان قال أن اسم والـدته يكون تـشو هـانا  لكن..

لا..

هذا غير ممكن..

ربما.. ربما مجرد  تشابه في الأسـماء ليس إلا..

لقد كان احتمال من جونـغ كوک الذي تصنـم مكانه..

لا هو مُـصَدِقٌ للذي يحدث و لا مقتنـع أن كلام الصغير هنا حقيقة..

أعنـي لقد مرت 5 سنوات بالتقريـب منذ ٱفترقا..

كيف و فجأة تعود لتظهـر في حياتـه..

'هل هذه إشـارة من القدر؟'

'أم أنه ٱختبار آخر؟'

'و إذا كان كذلك فهذا يعني أن جوهان قد يكون ٱبني ..

لا مهلا لحظة ٱبني قد مات في ذلك اليوم مستحيل أن يكون ٱبني..

لـربما هو ٱبنـه..

أحس بغصـة خانقـة بمـجرد أن تذكر كيف كانت بين أحضـان شخص غيـره ليؤكـد ٱحتماله الأخير ..

نعم هو ٱبن ذلك الرجل من ذلك اليوم ، لكن ما الذي أتى بالصغيـر إلى بيتـي؟ يفتـرض أن يكون رفقـة أهلـه..

بعد أن غـادر عـالمه الخاص جونـغ كوک التـفت إلى يـمينه حيث كان يفترض بالطفل أن يكون  جالسـا لكنه استـقام مسرعا و لم يسمـع جونـغ كوک حين سـأل " إلى أين تذهب؟" 

ما كان عليه إلا أن يتبع مسـاره الذي قـاده إلى خلف الأريـكة حيث كان الصغير جوهان يقوم بالتـنبيش عن شيئ ما في حقيبة ظهـره 

" هل تحتـاج إلى المساعدة؟ " جونـغ كوک سـأل لكن تبين أن  الطفل كان قد فـرغ و ذلك لأنه صرخ قائلا " أخيرا وجدتـک " 

' ما الذي وجـدته بالتحديد؟ ' 

هذا ما كان جونـغ كوک بصدد سؤالـه لكن لم يأخذ فرصـته إذ أن الصغير جوهان أخذ بيده ليجـره إلى حيث جلسـا من ثم قام بمـد شريحـة رقميـة " فلـاشـة " قائلا " هذه تخصـک أنت ، أمي قالت هذا " 

ٱنتشلها جونـغ كوک منه ليتفقدهـا بعيونـه قبل أن يـسأل " هل تـراک تعلم ما الذي قد يكون بداخلـها ؟ " 

" أمـمم ، لا .. لا علم لي " 

" ٱوه ٱک ، يبدو أنه علي أن أتفـقدها بنفسي " 

من هنا توجـه إلى غرفـته و ذلك بعد أن طلب من جوهان أن يـنتظره قليلاً ريـثما يأتي بـالـلابتوب خاصتـه..

تردد مرتين على فتحه..

هناك شعور غريب راوَده حـيال هذا الفيديو ..

لما ٱنقبض قـلبه فجأة؟

و لما سيـطرت عليه هالـة الحزن فجأة؟

قبل أن يعزم و أخيرا على فتحه تنفـس بعمـق شديد من ثم " کْلِيْکْ " 

لقد ضغط على زر بدأ التشـغيل و ها هو ذا يركز بعـينيه على الشاشة..

" ٱوه ٱومـا!! " 

تعجب جوهان إذ أن صورة والـدته قد بانـت فجأة لكن ماذا عن جونـغ كوک؟ 

دمعـت عيناه لترتفـع يده و تحط على الشاشة تـمسح على هيئتهـا ذات الطلـة البهـية..

لقد كانت هانا تقبـع إلى كرسـي هـزاز ترتـدي فستانـا نيلي اللون ذو تطريـزات متقنـة كانت قد حَلَّتـه رغم بساطتـه..

لقد غيرت لون شعرها إلى القرفـي كما أنها قد أطالـته إلى الخصر ..

لقد كانت جميلة و لطيفة في نفس الوقت..

اااه كم ٱشتاق لرؤيتـها..

تبسـم مُبادلا إياها حين لم تجد ما تقول أو أنها واجهـت صعوبة في ذلك لأنها لم تتوقف عن اللعب بأصابـع يدها مرارا و تكرارا..

لم يستغـرقها الأمر طويلا إذ أنها أخيرا ٱستجمعت قوتـها لتفصـح عن ما تريد قولـه و ذلك بعد أن حـررت بعـضا من هواء رئتيهـا..

{  اممم ، حقيقة لا أعلـم من أين سأبـدأ أنا حقا مشـوشة لكن سـأتدبر الأمر..

آآآ..ه إذن كيف حالـك جونـغ كوکشي؟ 

لنـبدأ من هنا..

أتمـنى حقا أن تكون بخير و بصحة جيدة أيضا..

سجلـت هذا الفيديو حتى أقول شيئيـن يتعلقـان بک ..

قد يكون الـأوان قد فات على أولهـما لكن و مع ذلك ما زلت ٱطمع أنك قد تحققـه لي..

أنـا حقا.. أعتذر..

ما فعلـته سابقـا بالإضافة إلى ما ٱفتعلـته لک من مشاكـل  قد جرحـتک و لربـما أذلـتک، أنا ٱعتذر عن كل هذا..

أنا حقا كنت طفولية و غيـر واعية للحيـاة و لم يهمـني شيئ غير نفسي..

جونـغ كوکشي أعلـم أن ما مضـى صعب أن يغتفـر لي لكن على الأقـل حاول..

من أجلـي..

من أجلـک..

و من أجلـه..

جوهان ابنـک الوحيد..

ٱعلـم أنک متفاجـئ و غير قادر على الٱستيعـاب لكنها الحقيقة كـوک ، هو ابنک ..

  ستقـول أنه مات يـومها لكن لا..

هو لم يـمت..

و هنا أيضا الخطـأ يـقع على عاتقـي  و سأتحـمل تبعياتـه لأني أنا من كذب عليك و أنا من ترجى الدكتورة كي تخبرک بما كنت تعتقـد و ذلك لأتمكـن أنا من الفـرار..

الحقيقة هي أن طفلک لم يمـت و هذا الصغير أمامک هنا ، أقصد جوهان ، جيـون جوهان هو إبنک!، إبنـنا جونـغ كوکشي..

گان من الخطأ أن آخذه و أرعاه وحدي و ابعده عن دفئک فحـتى لو لعبـت دور الأم و الأب لن أكفيه حقک.. 

أنـا..

حقا آسفة!

لأني أدركـت خـطئي الفـادح بعد فـوات الـأوان } 

" لـك..لـ..کـن ماذا عن ذلك الرجل؟ لقد كان يـ .. " بحـروف متقطعـة جـونـغ كـوک سـأل بصوت مـسموع ليأتيـه الجواب فجأة من ذلك الذي أقبل لتـوه

" لقد كان أنـا " 

لقد كان يونجون من دخل المكان بعد أن فـرغ من ٱقتناء بعض من الحلوى لابـن ابنة عمـه جوهان الذي بـدوره اسـقام من مضجـعه بعد أن صرخ بحـماس 

" عـمي يـونجوون " 

" يـونـ..جـون! أنت ! " 


" يمكن أن تعتبـرها محـض صدفة و التي رمـت بي هناك.. أنا لم أرَى هانا إنما هي من فعلت لتصـرخ باسمـي و هنا كنت أخيرا قد رأيـتها..

كانت تقطـع الشارع بتهـور حتى أنها لم تنـتظر تغيـر الإشـارة..

قفزت إلى أحضانـي و هي تردد كلماتها علي ' يونجون أرجوک دعنـا نـذهب بسرعة قبل أن يأتي هو ' ..

أنا في الاول لم ٱعلم عن من كانت تتحدث بالضبط لكن بعد أن لمحتک تخرج من المشفـى وقتـها تيقـنت لهذا أخـذت بيدها و ركبـنا السيارة حيث كانت قد ٱحتصـرت لي الذي حدث في جملة 'أنا لا أريد رؤيـة خلـقته ، أنا حقا أكرهـه'..

إذا ما توقعـت مني معانـدتها فهذا من المستحيلات لأني أنا مـثلها كنت أمقـتک حد اللعنة و يا لـسعادتي الغامـرة حين وافـقتي هانا طلب السفر خارج كوريـا..

كنا قد قـصدنا بـيتها حيث قامت بتوضـيب البعض من الملابس من ثم توجـهنا إلى المطار حيث كان آخر يوم لهانا في أراضـي كوريا ..

فهي قد غادرت المكان و للأبـد " 

كان هذا ملخـص يونجون للأحداث التي خفيت عن جونـغ كـوک و التي شرع في قصها بعد أن تأكـد أن جوهان خارج نطاق نقاشـها هذا..

جونـغ كوک كان يجلس مقابلا ليـونجون الذي ٱنشغل بشرب قليل من الماء لكنـه سرعان ما بدأ يسعـل بعد أن سألـه جونـغ كوک قائلا  " لكن ماذا عن هانا؟ أين هي الآن؟ " 

هنا يونجون ٱلتـزم الصمت العقيـم ليكتفـي بشبـك يديه معا ..

غريب أمـره ! أعـني قبل قليل كان مندفـعا في كلامـه لكن الآن و فجأة ٱنقلب حالـه و نوعا ما الحزن قد غـزى ملامحـه..

هل هذا له علاقة بسـؤال جونـغ كوک؟ 

يا ترى لما؟

" هـ..انـا! " 

ٱكتفى يونجون بـذكر حروف ٱسمها من ثم شـرد إلى البعيد لتـعود به ذاكرتـه إلى ذلك اليوم الكئيـب ..

لقد وصل لتـوه ليتـرجل من السيارة بعد أن دفـع له أجـرة التـوصيلة..

تفـقد ساعـته ليدرک أنها على وصول..

هانا كانت قد تواعـدت معه أن يلتقـوا في أرض المطار ليتـشاركا رحلة العودة إلى الديار معا لكنها يبدو أنها تواجـه مشكلة في العـثور عليه لهذا هي ٱتصلت لتوها لتـسأل " يـااه ، يونجونـاه أين أنت؟ بحـثت عنک و لم أجـدک " 

" أنا بالقرب من الباب الأمامـي ستجديننـي هناک " 

" أين بالضبط ما زلت أعجـز عن ٱيجادک " 

" ٱوه مهلا لحظة لقد رأيتک ، فقط ٱنظري للأمـام و ستجديننـي ألـوح لک " 

" أمامـي أين؟ اخـخ.. " 

" ٱوه عمي يونجووون " 

تمكن جوهان من رؤيتـه أولا  لهذا أفـلت يد أمه و إلى عمه ركـض ليـقطع الشارع بتهـور..

دقيـقتان فقط هي ما أخذتـه من وقت كان  قد كلفها خسارة كبيرة ..

حين بـحثت عنه تفاجأت به على شفيـر الموت ..

صدمة كبيرة سـيطرت عليها جعلتها ترمي ما بيدها لتركض إليه بعدما أن صرخت باسمـه ..

" جـوهـااااااان " 

الصغير جوهان لم يمسـه سوء إنما غـاب عن الوعـي نتيجة لٱرتطام جسـده بجسد عمه الذي بدوره كان قد ركـض قصد ٱنقاذ الإثنين لكنه فشل في ذلك..

الضـربة قد أتـت في هانا..

تم ٱسعافـها على جناح السرعة لكن حتى و مع ذلك فإن هذا لم ينفع فهي كانت ضحية لنزيـف حاد أوْدى بحياتـها للهـلاک..

End Flash back 🌸🥀

" لقد أعطتک عمرها " 

نبـس يونجون مـخفوض الرأس بعد أن ساح المالح من عينيه و أما عن الآخر فقد أنکر هذا..

" لا..لا..لا..

هذا مستحيل .. مستحيل ..

أنت تكذب .. أنت تكذب ..

تريد أن تخفيـها عني مثلما فعلت سابقا .. 

لقد ٱكتشفت كذبـتک و هي لن تنطلـي علي و .. "

رمـى يونجون بالهاتـف إليه ليـأخذه من على الطاولة و يرى ما بان على شاشتـه لتكون صدمة العمر ..

" لـاااااااااااا.. هـانـااااااااا " 

لقد كانت شهادة وفاتـها


" ٱهتم بصغيـري جونـغ كوک ، هذه وصيـتي قبل أن أمـوت " 

بعد أن تلحـف الحزن مدة أسبوع فجأة و على حين غـرة قد أتـته جـملتها التي خـتمت بها الفيديو..

لقد كفلتـه به و أوصتـه عليه لكن ٱنظروا إليه الآن..

لقد أهملـه فقط لأنه حزين على من غابـت..

عيـب عليك جونـغ كوک صحيح سـتحزن لكن ماذا عنه؟ 

هو يحتاجـک أكثر من أي وقت سبق خصوصا أنه جاهل أن أمـه قد ذهبـت بلا عودة..

ضـميره أنبـه ليـفيق بذلك من جهلـه و يغـادر قوقعـته الكئيبـة هذه..


 تواعـد الأب و ٱبنـه على الخروج معا في جولـة كانت نهايتـها مفاجأة مقدمة من الأب للٱبـن ..

في الحقيقة هو مكان كان يخطط أن يأتي بـهانا إليه لكن كان للقـدر كلام آخر ..

ترجـل جونـغ كوک من السيارة بعد أن ركنـها إلى أحد أعلى قمة الطبيعية في المدينة من ثم أعصـب عيني صـغيره بعد أن حملـه..

مشـى به بضع خطوات من ثم توقف لـيسأل " هل أنت جاهز؟ " هز جوهان رأسه بنعـم ليـهمسه جونـغ كوک بـ " مفاجأة "  

" أُوْ وَآ .. يا لـه من منظر ساحر لقد أحـببته..

إذن هنا تعيش أمـي.. 

أريـني إياها كما وعـدتني هيا .. هيا " 

تدلـل عليه لذا ما كان على جونـغ كوک إلا الـتنفيذ لهذا و بعد أن طلب منه الانتظار قليلاً جاء بـتليسكـوب ليجـهزه و هنا تأتي اللحظة الحاسـمة إذ أنه أتى بصغـيره على نحو أقـرب يطلب منه أن يـقرب عينه إلى عدسـة التـيليسكوب و ينظر إلى حيث أشـار جونـغ كوک له 

"  أبـا .. أي نجمة هي أمي؟ " 

" إنها تلک ..  النجمة التي تلمع بشدة "

"  أبـا .. لكن جميعها تلمع لم أعرف أيها أمي" 

" تعال سأريک أين أمك..

 أترى تلك التي تتوسط السماء؟! ..

 تلك التي لها بريق خاص ومتميز عن الباقي..

تلك هي هـانـآ الوحيدة والفريدة من نوعها " 

" إنها جميلة " 

قالـها بنبرة هائمـة ليوافـقه جونـغ كوک بمـثلها " نعم هي كذلک " 

#جـي_كـاي

{ لستـي معي صحيح لكن هذا لا يعني أن مكانک بقلبي قد ٱندثـر .. مهما خلقت بيننا المسافات فستظلين أنت المرأة الوحيدة التي سلبت النوم من عيناي و جعلتني بحبـها أثمـل .. سواء كنتي هنا أو هناک تأكدي يا هانا أنكي ستظلين المرأة الوحيدة بالنسبة لجـيون جونـغ كـوک } 


💫🦋 الــنـــهـــايــــة 🦋💫

رواية منقدي العاشق تمثيل جونغكوك و هانا بارت #4
الكاتب

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  • �� تـاشي�� photo
    �� تـاشي��5 مايو 2023 في 10:00 م

    كانت و سوفَ تبقۍ من اروعِ ما قرأت 👏🏻😭.،
    لا تزالُ النهاية ..ذاتَ وقعٍ عاطفيٍ علۍ روحي ..
    ابهَـرتِـي يا آنِـسة 🤏🏻🤎🪐.،

    سيضلُ لكِ السببُ الاكبر في تطورِ كيم تاشي لتُصبحَ ما هيَ عليه الان ..
    ارفعُ لكِ قُـبعتي المُتواضعة ايتُـها الاسطورة 👏🏻☕🤎.،

    حذف التعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent