recent
أخبار ساخنة

تخيل قصير لطيف خاص بجيون جونكوك بعنوان | فتاتي المشاغبة |

الكاتب
الصفحة الرئيسية

تخيل قصير لطيف خاص بجيون جونكوك بعنوان | فتاتي المشاغبة |


 فـتـاتــي المـشـاغـبـة

اتصال واحد كان كـفيلا بـجعلي ٱستقيم لأغـادر المجـلس دون قول أي كلام ..
الكل دُهِش من رد فِعلي هذا و ٱعتبره قلة أدب و لا مبالاة لكني لا ٱهتم لما يقُولون فـالآن علي الاهتمام بأمر مُغاييِّر ..
نصف ساعة هي كل ما ٱستغرقني في الوصول ..
صففت السيارة باهمال و ها أنا ذا أترجل منها ٱكمل المسير نحو الداخل ..
أمشي في المـمر و عقلي يـضع ألف احتمال يقوم بـتعديد الاسباب للذي قامت به ..
ترى هل هي تَتعمد فعل ذلك ؟! أم أن هناك أَمراً خَفياً ؟!..
بقي القليل و أصل لوجـهتي لكن مهلا..
توقفت قليلاً حين لمـحتها بين أحضان شـخصٍ ما ..
ترى من هذا ؟!..
سـألت نفسي و أنا أمشي إليها دون لفت الانتباه ..
"ٱوني أنا حقا آسفة .. أرجوكي سـامحيني"
صوت أنـثوي مـبحوح هذا ما سمعته وقتها .. إنها فتاة و قد بدت حزينة جدا ..
كانت تـختبئ في أحضانها تردد كلماتها التي عبرت عن أسـف شديد ..
وددَت لو باستـطاعتي استـطلاع الأمر أكثر لكن لم ٱفلح في ذلك لأني و في اللحظة التي نويـت أن أقـصدها سمعت أحدا ينادي باسمي ..
لقد كان نفسه الشخص الذي اسـتدعاني ..
إنه مدير الجامعة ..

بـدى لي أنه منـزعج بشدة لا بل سيـنفجر حتما فمـنذ دخـولنا مكتبه و هو يمشي ذهـابا و ٱيابا بلا توقف ..
لديه الكثير في جـعبته لكنه بـدى مـشوشا و لا يعرف من أين يبدأ ..
حقيقة أنا لا ألومـه البتة فتـحمل فتاة مـثلها لهو من الانـجازات العظمى ..
لا أزَال منـصدما كيف لم يـطردها للآن فـبحسب آخر لقاء جمـعنا قال أن هذه فرصـتها الأخيرة و بعدها لن يتردد في فصـلها ..
" اسـمعني سيد جيون .. في الحقيقة أنا لخجل من ٱستدعائك إلى هنا لكن طفـح كـيلي .. لقد فـاض الكـأس بعد الذي قامت به "
أخيرا تحدث لكن لم ٱفهمه .. ترى ما الذي قامت به هذه المرة؟؟..
تُراه فعل أكبر من قص شعر ٱحداهن أم تراهـا غشَّت في الامتحان مجددا؟؟..
أكيد لن تـأتيني الإجابة و أنا صامت لهذا اعتـدلت مُتحمحما أقول ببـرودة أعـصاب
" هل لي أن ٱعرف ما الذي أقْدمَت على فعله هذه المرة؟؟"
مَسح المدير بـكف يده على كامل وجهه و هذا كان يكفيني لأتـأكد أن ما ٱقترفته السيدة جيون هذه المرة ليس بالسَّهل و قد يكون أخـطر من الذي سـبقه ..
إلهي فـلتستر و تُصبرني و لتعـطني قدرة التـحمل ..
تجـهزت نفسيا أولاً من ثم وجهت تركيزي بالكامل نحو المدير الذي أخيرا جلس إلى مكتبه حيث كان يقابلني وجها لوجه ..
شبك يديه معا فوق الطاولة ليـرسم ملامح الجِدية على وجهه..
أُوهُو يبدو أن القادم حتما سـيسبب لي جـلطة قلبـية ..
فليـكن الـرَّبُ في عـونـي ..
إذن شـرع المدير حـديثه في حين كنت جالـساً ٱستمع له في صَمت ..
حـافظت على هـدوئي في بداية كلامه لحد الان مازلت مسيطرا على الوضع
.. هممم هذا جيد لكن..
هذا لم يدم طويلا لأنه ما إن وصل للفـاجعة حتى جحظت في دهشة فاغر الفاه غير مصدق للذي احتل مسامعي للتو ..
هل حقا ما قاله؟؟ ..
هي فعلت هذا؟؟..
هذا غير منطقي بتاتاً ..
بداية شكـكتُ في الذي قاله لكنه سرعان ما قَلَـبَ شَكـي يَـقيناً حين دخل أسـتاذها الذي كان في حالة مُـزرية ..
عـضضت سـفليتي ٱشفق عليه فالـذي حل به حقا مُـؤسف ..
تزين جـبينه بالكـدمات و كذا ذراعه لم تَسلم من الهـجمات .. لقد كان يـتألم و هذا واضح على تعاليم وجهه.. يبدو أن صَـغيرتي لم تـرحمه البتة ..
" ٱوه أسـتاذ وانـغ فلتـتفضل "
تكلم المدير موجها كلامه للذي جـاور الباب ..
تقدم هذا الأخير يعرج مـمتثلا لأوامـر المدير ليـجلس أخيرا على مقربة مني ..
" أنا حقا ٱعتذر منك و بشدة على الذي بك "
هذا ما ٱستطعت قوله بعد مدة تَفحصتُه فيها بِعيناي ..
ٱكتفى هو بنظرات سُمِية لي كـأني ٱجرمت في حقه .. يا له من شخص وقـح كلفتُ نفسي و اعـتذرت بلبـاقة و احترام و هو حتى لم يعرني اهتمامه أو حتى كفاني بكلـمة ' لابأس' ..
حسنا لا يـهُم ، أصلا هذا ليس بوقت مناسب لغـضبي دعنا ننـتهي من الورطة أولاً و فيما بعد سـنرى ..
نصف ساعة كاملة و نحن في خـِضم نقـاش مُـحتدم يدور حول مَـصير تلك الجَـالسة في الخارج تنـتظر ما سَتؤول إليه الأمور ..

فُتِٕح الباب أخيرا لتستقيم الجالسـة بسرعة ظنا منها أن من خرج كان أنا لكن سرعان ما كشَّرت حين علمت هُويته ..
لقد كان أسـتاذ الرياضيات الذي تهـجمت عليه..
تبـادلا معا نظرات حادة قـاتلة كنت حـاضرا حين قامت بينهما و لأنهما كانا مشْغولان ببعض لم يـلحظاني ..
كنت ٱستند بجـسدي على الباب ٱراقب في صـمت ما سيحدث ..
كان الأستاذ في قمة غضبه و لم أبذُل جـهدا لأعْرف هذا فملامحه كـشفت كل شئ أما عن سُـومْـيُونْ فقد واجـهتُ صعوبة في فهـمها ..
ملامـحها بدت لي مُشوشة لم ٱعرف إذا كانت ملامح حِقدٍ و كُـره أو ملامح سَخطٍ و قَـرف ..
تقدم الأستاذ منها في وتيرة سريعة .. خفت عليها منه فنـظراته حقا لا تبـشر بالخير لهذا سارعت في التدخل ..
" سُـومْـيُونْ تعالي إلى هنا "
توقف الأستاذ مكانه لِـتنتبه المـقصودة لي و تـأتيني بسرعة تقف أمامي مـخفوضة الرأس ..
تَبادلت التحديق مدة قصيرة من الزمن مع الأستاذ الذي بـدى مـَزعوجا كوني ظهرت في لحظة بدت لي خَاطئة له ليـنسحب أخيرا تـاركا إياي و فـتاتي الصامتة ..
نـظرت إليها أفـكر في بداية للـكلام لكن من أين لي أن أبـدأ .. ٱكتفيت بـتنهيدة عـميقة جعلها تـدرك خـيبة الأمل التي أنا بها الآن ..
سبق وقد وعدتني أنها سـتبتعد عن المشاكل و سـتركز على الدراسة لكنها قد ٱخلفت بالـوعد و هذا حقا ٱحبطني ..
سَبقتُها في المـسير لتـتبعني في صـمت و هي ما زالت مـحافظة على وضـعية رأسها مَخفوضا تتجنب أي فرصة تجمع تواصلا بصريا بيننا ..

أخيرا بعد أن غبت مدة من الزمن التحقت بها حيث كانت هي تنـتظرتني في السيارة فـسابقا كنت قد تـخلفت عنها للَـحظات من أجل أمر ما ..
جلست مكاني لألف عجلة القيادة بعد أن قمت بتأمين نفسي بِحزام الأمان ..
طول الطريق و المكان ساكن .. كل منا كان قد شغل الوضع الصامت ..
هي شاردة تنظر إلى العالم الخارجي من النافذة أما أنا فقد كنت شـاردا بها ٱختلس بين الفـنية و الأخرى نظرات خَـاطفة ..
" ألا تَظنين أنكي تَدينين لي بِتفسير "
كسرتُ الصمت بسُؤالي هذا الذي جعلها أخيرا تُلقي بنظراتها إلي ..
بادلتـها في حَزم و ها أنا ذا أنتـظر ردهـا على سؤالي ..
" كل ما يمكنني قوله لك أنه يستحق ما حدث معه "
هذا ما أجابتني به بعد أن ٱبعدت عيونها عن خاصتي بأسَى .. أكيد هي حزينة لأنني غاضب إضافة إلى أنها تشعر بالخِزي لأنها وضـعتني في موقف كَهذا ..
لففـتُ بعجلة القيادة يـميناً ٱبتسم دون عِلمها لأقول أخيرا كلامي جاعلا إياها تعيش حالة صدمة
" ٱوافقك الرأي هو يستحق ما حدث معه .. أو لنقل لا ضـرر بالمزيد "
بسرعة عادت تنظر إلي و في بالها مليون سؤال ..
ماذا أقصد بكلامي؟؟..
كان هذا أحَدَ أسْئلتها التي كانت ٱجابته تتـمثل في
" سُـومْـيُونْاه .. أنا أعلم كل شئ لذا لا داعي للكِتمان "
نظرتُ إليها بعد أن اختتمت جُملتي هذه .. لاحَظتُ أنها متـرددة ربما الذي بِبالها قد يكون صحيحا و ربما يكون خاطِئاً.. هي ليست متأكدة من ذلك ..
" حقيقة لم أتَوقع أن أقول هذا لكي لكنكِ أحْسنتي بِتربيته عَزيزتي .. ٱستحق ما حل به لا بل يستحق أكثر من هذا .. كيف يتجَرأ و يَتحرش بِأحد طَالباتِه .."
ٱعقبتُ هذا لِكلامي سابقا لكن سرعان ما قَاطعتني هي تسأل قائلة
" كيف علمت بهذا؟؟ "
" صَديقتكي هي من ٱخبرتني .. قبل قليل عندما طلبت مِنكي أن تَسبقيني عدت بحثا عنها لأني و بطريقة غريبة رَاودني إحساس فِطري أن هناك ما هو خفي عني لهذا ٱرتأيت أن الجواب في حَوزة صديقتكِ ..
رأيتُها بالقرب من الخَزائِن تجمع أغْراضها لذا أقبلتُ صَوبها طالبا منها بعض الوقت و هي وافَقت بعد أن علمت أنني زوجكي ..
بعد اِلحاح مُطول أخيرا وافقت أن تسرد لي ما كان قد صدمني بشدة ليتضح لي أن المخطئ هنا هو الأستاذ لا أنتي "
صَمتتُ لوهلة ٱرفع يدي أحُط بها على وجنتها التي تبللت بدمعة خفيفة لابتسم لها أهز رأسي نفيا بأن تتوقف عن البكاء كونها ليست المخطئة فـهدفها كان نبـيلا مع أن الطريقة خاطـئة قليلاً ..
لقد اتَضح أنها كانت تساعد صديقتها التي أتَـتها مُستنجدة ..
" امم صغيرتي "
همهمت لي بعد أن لفتت انتباهها لأتمم
" ألا تظنين أنكي بالغتي في ضربه؟؟ أعني على الأقل كنتي ارحميه و لا تمسي ..
" يستحق ذلك "
قاطَعتني بجدية لأنفجر ضـاحكا كلما تذكرت كيف كان يَعرج و يُواجه مشكلة في المشي ..
انـظمت سُـومْـيُونْ لي لتضحك هي الأخرى عليه كلما تذكرت هي كيف كانت تسـتهدف مُستقبله بِوحشية ..

- الـــــنــــــهـــايـــــة -
google-playkhamsatmostaqltradent